مقتطفات صحفية

 لويس حبيقة: "لا مؤشر على إمكان ارتفاع سعر برميل النفط حتى اليوم" 

 
 

نتخوّف مـن توقف المشاريع فـي دول الخليج
ما يعيد اللبنانيين منها فتزيد البطالة وتنخفض التحويلات


المركزية-

عزا الخبير المالي والإقتصادي الدكتور لويس حبيقة الإنخفاض المتتالي لسعر برميل النفط العالمي إلى "عاملين: العرض حيث أصبح عدد كبير من الدول منتجاً للنفط ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية التي تنتج النفط الصخري، ومنذ أسابيع عدّلت في قانونها الذي أصبح يتيح لها تصدير النفط، ما أدى إلى ارتفاع معدل العرض بشكل كبير جداً في السوق العالمية، في مقابل العامل الثاني وهو الطلب الذي سجل تراجعاً ملحوظاً لكون الولايات المتحدة تملك النفط، أما أوروبا وآسيا فنموّهما بطيء جداً، عندئذٍ ستهبط الأسعار حكماً، ولا توقعات حتى الآن بعودة ارتفاعها".

وبالنسبة إلى لبنان قال حبيقة لـ"المركزية": نحن كمستهلكين مستفيدون من هبوط أسعار النفط كما من التراجع الكبير في سعر صفيحة البنزين، لكننا متخوّفون على اللبنانيين العاملين في دول الخليج حيث التغيّرات الحاصلة كبيرة، كالمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات، ما يثير القلق من إلغاء مشاريع عديدة ويدفع بالتالي إلى عودة اللبنانيين العاملين هناك بأعداد أكبر إلى لبنان، الأمر الذي سيحدّ من دخول التحويلات من جهة، وسيزيد من معدل البطالة في البلاد من جهة أخرى.

وأوضح أن "لا مشكلة في عودة اللبنانيين إلى لبنان فهو بلدهم الأم وهم أحرار في خيارهم، إنما الهبوط الحاد في سعر برميل النفط إلى 30 دولاراً يضرّ بهم، إذ يصل عدد اللبنانيين العاملين في الخليج إلى 500 ألف، وفي حال عودة هذا العدد إلى لبنان ماذا سيعمل؟ وأين سيوظف أمواله؟"، ورأى أن "المعدل الأنسب لسعر برميل النفط هو 60 إلى 70 دولاراً، أما سقف الـ30 دولاراً فخراب للبنان".

ولفت رداً على سؤال، إلى أن "انخفاض سعر برميل النفط من 115 دولاراً في حزيران 2014 إلى 30 دولاراً اليوم، أثر على ميزانيات الدول المصدّرة للنفط، وهي لم تنوّع اقتصاداتها بشكل مدروس، علماً أن البحرين وسلطنة عُمان هما الدولتان الأقل تعويلاً على النفط، عكس السعودية والكويت وقطر التي ترتكز اقتصاداتها بشكل كبير على النفط"، وقال: بمعنى آخر، هناك دول عديدة تعوّل بشكل مباشر على قطاع النفط كدول الخليج، وأخرى بشكل غير مباشر كلبنان الذي لديه 500 ألف مواطن يعملون في تلك الدول. من هنا إن وضع المنطقة العربية هو الأكثر صعوبة من غيره، كما أن مستقبلها وحده رمادي في حين مستقبل الدول الأخرى كافة أفضل بكثير.

وأكد رداً على سؤال، أن "لا مؤشر أو سبب حالياً يؤدي إلى رفع سعر برميل النفط".

أسعار الذهب: وعن انخفاض سعر أونصة الذهب توازياً، أوضح حبيقة أن "سعر الذهب يخضع لعاملين، الأول مترافق مع النفط، والثاني مرتبط بالإستقرار الدولي"، وقال "سعر النفط يتراجع في الوقت الراهن، من جهة أخرى يعاني الإقتصاد الدولي من أزمة لافتة بسبب الإرهاب وغيره، وفي ضوء هذه التطورات يتحرك الذهب صعوداً ونزولاً كحالة استثنائية"، واعتبر أن "الذهب ليس الإستثمار الأجدى اليوم، بل يخيف المستثمر لأن ما يرفع سعره هو حدوث أزمة عالمية التي بدورها تضرّ بالمستثمر، كما أن هذه الأخيرة لا تنعكس بالضرورة إيجاباً على المعدن الأصفر"، لافتاً إلى أن "الإستثمار الأنسب اليوم هو في القطاع العقاري لكونه منتجاً ومفيداً على المدى البعيد".