مقتطفات صحفية

 العاصفة فضحت ترهل إدارات الدولة وتقصير متعهدي الاشغال 

 
 

"الانباء - عارف مغامس"

انحسرت العاصفة الثلجية التي ضربت منطقة راشيا على مدى أربعة أيام، كاشفة ترهل بعض وزارات الدولة ومؤسساتها في متابعة هموم وشجون المواطنين، وتفشي وباء الفساد في جسد بعض الادارات والسرقات العلنية التي يمارسها بعض المتعهدين في إلتزاماتهم التي تخص حياة الناس لا سيما من بعض متعهدي وزارة الأشغال الذين تخلوا عن التزاماتهم وأبقوا غالبية القرى الجبلية محاصرة بالثلوج، حتى بعد انحسار زينة حيث لا تزال دير العشاير محاصرة فيما البلدات الاخرى سالكة بصعوبة وعلى خط واحد للسيارات ذات الدفع الرباعي.


وفيما بذلت بعض البلديات قصارى جهدها لفتح الطرق والاحياء الداخلية، بقيت بعض البلديات غائبة عن السمع ولم تتدخل إلا ظهر اليوم لفتح بعض الطرق الفرعية السهلة فيما بقيت أحياء كاملة محاصرة في عدد كبير من قرى القضاء، حيث ناشد الأهالي المسؤولين بالدولة التدخل لفك الحصار وازالة الثلوج المتراكمة قبل ان يضرب الجليد المنطقة.

رئيس بلدية عين عرب رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال عصام الهادي اشار الى متابعة موضوع فتح الطرق من قبل فريق من اتحاد البلديات وشرطته، وسط تلكؤ متعهدي وزارة الاشغال العامة وقيام جرافات خاصة مستأجرة من الاتحاد لمؤازرة عمل المتعهدين ، محذرا من موجة جليد قاسية بعد العاصفة، واشار ان ثمة اتصالات مكثفة اجريت مع شركة الكهرباء لاصلاح الاعطال التي حصلت منذ بدء العاصفة، والتي فرضت حالا مزرية على واقع قرى المنطقة، لافتا الى ان بلديات الاتحاد تبذل جهودا كبيرة لفك حصار القرى ولو بالحد الادنى احيانا.


ودعا الهادي وزارة الاشغال إلى فسخ عقودها مع بعض المتعهدين وفتح تحقيق سريع لمعرفة اسباب تقاعسهم، إذ طبقوا عكس الاغنية المعروفة” قباض وما تشتغل يا حبوب”، وأكد الهادي أن بعض المتعهدين خلق أعذارا أقبح من ذنوب ،تحت حجة تعطل جرافاتهم اثناء العمل أو عدم قدرتها على اختراق سماكة الثلوج، معتبرا أن المواطنين لا تعنيهم هذه الحجج لان الاساس هو فك عزلتهم وكسر الحصار، وتأمين سلامتهم سيما أن هناك بعض الحالات التي تحتاج الى اسعافات ومستشفيات، مؤكدا أن الاتحاد ابلغ البلديات التابعة له بضرورة المساعدة واستئجار جرافات على نفقة الاتحاد لجرف الطرق الداخلية والفرعية لوصل القرى بالطريق العام الرئيسة بين راشيا والمصنع.
 
رئيس بلدية البيرة فوزي سالم اشار إلى أن البلدية أخذت على عاتقها وعلى مدى ايام العاصفة بفتح الطرق الفرعية والتي تربط احياء البلدة المتشعبة بالطريق الرئيسة الذي فتحته امس جرافة تابعة لوزارة الاشغال، فيما نجري اتصالات مكثفة للاسراع في اصلاح الاعطال في التيار الكهربائي نتيجة تعطل بعض المحطات وتقطع بعض الخطوط، لافتا الى ان هناك بعض الاضرار الزراعية نامل ان يتم التعويض على المزارعين من الجهات المعنية، ولفت إلى ان اوضاع النازحين في البلدة تعالج لا سيما بعد ان فتحنا الطرق باتجاههم ويتم تامين المازوت لقسم كبير منهم اضافة الى تزويدهم بالخبز وببعض المواد الغذائية، مؤكدا أننا لن نألو جهدا للوقوف الى جانب الاهالي لافتا إلى أننا على تواصل دائم مع قيادة تيار المستقبل ومع بعض نواب المنطقة ومكتب الوزير وائل ابو فاعور لا سيما في معالجة مسألتي الكهرباء ووضع الطرق.

وأوضح رئيس بلدية راشيا المحامي انطوان معلولي أن البلدية استقدمت على نفقتها منذ بدء العاصفة الثلجية جرافات لفتح طريقها الرئيسي اضافة الى فتح معظم الطرق الفرعية وطريق مستشفى راشيا الحكومي وعززتها اليوم بجرافات اضافية لفك عزلة سائر الاحياء السكنية في البلدة وجوارها، اضافة الى استقدام فنيين لاصلاح اعطال المولدات الخاصة لتعويض المواطنين عن غياب التيار الكهربائي الذي لا يزال في غيبوبة.

رئيس بلدية المحيدثة عضو نقابة مهندسي بيروت مروان شروف أكد أن البلدية استأجرت على نفقتها جرافات وآليات لفتح الطريق الرئيسة الى البلدة وتقوم بفتح معظم الطرق والاحياء الداخلية لوصل البلدة بالطريق الدولية التي تربط راشيا بالمصنع، وسط غياب تام للجرافات المستأجرة من قبل وزارة الاشغال، مشيرا إلى ان الكهرباء غائبة بسبب اعطال كبيرة في خطوط التوتر العالي التي تغذي قرى راشيا ولا إمكانية لانجاز تصليحها قبل أيام، لكننا نعتمد على المولدات الخاصة التي تغذي البلدة بما يؤمن مصلحة الاهالي.


من جهته لفت رئيس بلدية عين عطا طليع خضر إلى أن البلدية آزرت متعهد وزارة الاشغال في فتح الطريق باتجاه بلدة عين حرشا حيث باتت الطريق سالكة للسيارات المجهزة وذات الدفع الرباعي، حيث تم نقل حالات طارئة الى مستشفى راشيا الحكومي من ابناء البلدة، وعن واقع الكهرباء أشار الى أنها منقطعة منذ الساعات الاولى للعاصفة، لافتا إلى أن البرق الشديد ضرب الكف الالكتروني لمولد الكهرباء الخاص الذي يغذي البلدة فعمدت البلدية الى شراء كف جديد خلال ساعات الليل لتعويض غياب التيار الكهربائي.
 
فتح الطريق الرئيسية بين ضهر الاحمر والمصنع ووصلها ببعض القرى التي تقع على جانبي الخط الرئيسي سمح للاهالي بالتحرك والتوجه نحو بعض المحلات في الرفيد والبيرة وخربة روحا وضهر الاحمر للتزود بالخبز والمواد الغذائية والمازوت الأمر الذي ادى الى عرقلة حركة السير وحجز بعض السيارات التي تم سحبها بالجرارات الزراعية والجرافات وملالات الجيش اللبناني خاصة بين مثلث كفرمشكي وبلدتي حوش القنعبة ومرج الزهور، التي شهدت حركة قوية للسيارات والاليات القادمة من بيروت والجنوب الى البقاع.


مأساة الكهرباء رفعت من حجم المعاناة حيث لا يزال التيار الكهربائي الغائب الابرز في أوج الحاجة اليه، فأوصال الكهرباء تقطعت والتوتر العالي باتت خطوطه على الارض حيث أجريت اتصالات حثيثة بوزارة الطاقة وبمؤسسة كهرباء لبنان للاسراع بانجاز الأعطال أبرزها من وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وبوزارة الاشغال لارسال جرافات كبيرة لفتح الطرق.


ومنذ ساعات الصباح بدأت بعض فرق الصيانة بالعمل على اصلاح الخطوط المتقطعة ريثما يتم اصلاح المشكلة الأكبر في خطوط التوتر العالي.

في الخسائر مني المواطن فؤاد حمود من بلدة العقبة في قضاء راشيا بخسارة كبيرة حيث ضربت العاصفة مزرعته التي أنشأها من سنتين لانتاج الفروج البلدي الطازج فسويت بالارض بعد أن سقط سقفها وقضى على فوج كامل اي ما يعادل 30 ألف صوصبكلفة تتجاوز 40 الف دولار بحسب حمود الذي اشار الى أن اجمالي الخسائر بلغ 200ألف دولار حيث سقطت اعمدة الباطون وحيطان الدعم والعازل ومعدات وتجهيزات معالف ومشارب المزرعة مع اجهزة التدفئة والتبريد وتمديدات الكهرباء ولوازم العمل، داعيا الهيئة العليا للاغاثة والوزارات المعنية الى ارسال لجنة لمعاينة الاضرار والتعويض على المتضررين من العاصفة مشيرا ألى ان خسارته كبيرة والقروض لا ترحم وفوائد البنوك لا ترحم.


كما تهدمت بعض البيوت البلاستيكية في ضهر الاحمر وخربة روحا وسهل مرج كفرمشكي وكوكبا ومذوخا نتيجة سماكة الثلوج وسرعة الرياح.


ولا تزال ماساة النازحين السوريين على حالها حيث باشر النازحون باصلاح ما اقتلعته العاصفة ورفع الاضرار خاصة في بلدات الرفيد ولوسي وكوكبا وجب فرح، وسط حركة قوية للاهالي لتقديم بعض المساعادات الغذائية لهم.


وما أن هدأت سرعة الرياح حتى انكشف حجم الاضرار في الشجريات التي اناختها حمولتها من الثلوج فتكسرت اغصانها وسوي بعضها بالارض فيما اقتلعت الرياح الشديدة التي ضربت المنطقة قبل امس النصوب الصغيرة وحتى الكبيرة في معظم القرى.


إلى ذلك نعمت الحقول الزراعية بالثلوج التي وصفها عدد من المزارعين بانها خميرة التربة والزرع معربين عن سعادتهم بثلجة كانون التي سوف تحيي الزرع وترفع من منسوب المياه الجوفية والبرك الاصطناعية ومن معدل كميات الامطار وتساهم بشكل كبير في القضاء على الحشرات.