مقتطفات صحفية

 فادي عبّود: سياحة هذه السنة الأسوأ بعد الحرب - النهار 

 
 

كلام اقتصادي -


لم يكن لبنان يتوقع ان يكون موسم السياحة الصيفي بهذا السوء، رغم ان مؤشرات الاقتصاد القطاعية انذرت بتدهور دراماتيكي منذ الحظر الخليجي على لبنان. لكن، الاعتماد تحوّل على حركة المغتربين والطلب الداخلي اضافة الى سياحة عربية محدودة. العتب من وزير السياحة فادي عبود على الخجل الرسمي لايجاد موارد بديلة.

- هل الحركة القائمة في هذا الموسم هي سياحة؟
لا شك في ان سياحة هذه السنة هي من الاسوأ بعد الحرب. اذ تقتصر الحركة على السياح المصريين والاردنيين والعراقيين، ولكن بتراجع 5 الى 6% بالنسبة الى السياحة العربية و90% للسياحة الخليجية. وقد تراجع عدد الوافدين في النصف الاول من السنة 12,69% ليبلغ 624 الف زائر مقابل 714,5 في الفترة عينها من 2012. اما في حزيران وحده، فقد بلغ عدد الوافدين نحو 136 الف زائر مقابل 157 الفا لحزيران 2012.
- راضون عن تلك الحركة؟
ليست حركة سياحية بالمعنى الذي نتطلع اليه، لانها اولا تنحصر في العاصمة، بينما تصل نسبة الاشغال في فنادق الجبل (بحمدون وعاليه وبرمانا) نحو 5% فقط، لترتفع الى ما بين 20 و25% في نهايات الاسبوع. هذه الارقام لا تكفي لتغطية التكاليف التشغيلية وخصوصا الاجور.
- وفق تلك الارقام، يتبيّن ان التراجع السياحي الاكبر سجّل هذه السنة؟
بحسب احصاءات وزارة السياحة، تركزت نسبة التراجع الاكبر في العام 2012 مع نحو 714 الف زائر للنصف الاول، مقارنة بنحو 774 الفا في النصف الاول 2011 و964 في 2010 و761 في 2009.
- تكثر المهرجانات الفنية والثقافية في المناطق هذه السنة. هي محاولة لانعاش الركود السياحي عبر دفع "مؤشر السعادة" للارتفاع؟
لا شك في ان الحركة تؤكد تحرك القطاع الخاص في هذا الاتجاه. لكن ايضا، تتحرك الوزارة لتعزيز هذه الاجواء دعما لهذا المؤشر الذي يحتاج اليه المجتمع. وقد تكون مهرجانات 2013 هي الاكبر في تاريخ لبنان، اذ باستثناء المهرجانات العالمية، وصل عددها الى نحو 300 مهرجان على مدى ايام السنة، ومعظمها مركز في موسم الصيف.
- اين دور وزارة السياحة في تلك المنظومة؟
"ليش في أحلى من لبنان؟"، هو عنوان الشريط الدعائي الاخير الذي اطلقته الوزارة ترويجا للبنان، وقد دخل عليه اكثر من 250 الف شخص في الاسبوع الاول من نشره على موقع "يوتيوب". علما ان اخبار لبنان عبر الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تقتصر على السلبي منها. فعلى سبيل المثال، تحوّلت قصة تمساح نهر بيروت الى قضية وطنية، بينما هناك تماسيح بالآلاف تسبح في اشهر انهر العالم.
بالعودة الى الفيلم الترويجي للبنان، فقد فتح حوارا بين الشباب في العالم العربي وخصوصا لجهة ما اذا كانت المقاطعة الخليجية قد افضت الى نتيجة، وتحديدا الضغط على المؤيدين لـ"حزب الله".
- هي دعوة من وزير السياحة لرفع المقاطعة الخليجية؟
طبعا. فالنتائج جاءت عكسية، لان الحجج الامنية لا تقتصر على المشهد اللبناني بل تطول العالم العربي، علما ان نسبة التوتر الامني في لبنان لم تعد كما في ايار 2012 حين بدأت محاولات قطع طريق المطار. ثمة من استغل من اللبنانيين وبعض السياسيين الوضع الداخلي للتحريض على مقاطعة لبنان.
- لم لا تجددون جولتكم على دول الخليج لكسر الحظر؟
طلبنا مواعيد من عدد من المسؤولين الخليجيين، ولكن ابلغناهم باستعدادنا لزيارتهم ان كانت الاجواء ايجابية لجهة رفع المقاطعة في حال تغيّرت المعطيات التي فرضت القرار في الاساس. علما اننا نأمل في ان يكون هذا التغيير قد حلّ فعلا، فالاستراتيجيات بحاجة الى مراجعة بعد فترة زمنية معينة. لذا، فإن القرار الخليجي يحتاج ايضا الى مراجعة نظرا الى تراجع العامل الامني الذي كان العذر الاساسي في الموجبات.
- ماذا عن دور وزارة السياحة اذا؟
لقد اعاد الشريط الدعائي التذكير بلبنان وما يقدمه من خدمات وميزات سياحية على نحو يحضّ المقاطعين على تغيير موقفهم. وقد استنفرت الوزارة جهوزية اجهزتها مثل الرقابة والشرطة والضابطة السياحية، بغية توفير الراحة للسائح بدءا من وصوله الى مطار بيروت وصولا الى مقصده، ولكن بحسب امكانات الوزارة.
ونأسف لان يكون الفيلم لم يأخذ حقه في البث عبر الفضائيات المحلية، ضمن الساعات التي يحق للوزارة بها. وربما ايضا، ثمة تقصير من الحكومة في ما يتعلق بسياسة النقل الى لبنان، اذ كان يتوجب خفض اسعار النقل الجوي تحفيزا للسياح على زيارة لبنان، وذلك على غرار ما اعتمدته دبي عقب ازمة 2008. علما ان الاسعار من اوروبا الى لبنان تفوق ما هو معتمد من اوروبا الى قبرص على سبيل المثال.
- مُنع الزوار الخليجيون من زيارة لبنان بالجملة، لكنهم يأتون بالمفرّق عبر دول اخرى. هل من احصاء لعدد هؤلاء؟
ربما وصلت نسبتهم الى 10% مقارنة بالـ2010، وقد ننهي السنة بنحو 25 الف زائر خليجي.
- هل من معوقات داخلية؟
الى جانب اسعار النقل الجوي، ثمة دور سلبي تؤديه حصرية كازينو لبنان التي تحوّلت عن دورها كمؤسسة للميسورين وليس للمدمنين. لذا، نطالب بتفريع الكازينو لتشمل فروعه اكبر البلدات والمناطق في لبنان.

بعد ايام يحلّ عيد الفطر. هل من حجوزات لهذا الموسم؟
لا تتعدى نسبة الحجوزات الفندقية نسبة الـ30% في بيروت وبين 7 الى 8% في المناطق. يجب التركيز على الدول الثلاث (مصر والعراق والاردن) التي ابقت لبنان وجهة سياحية اولى لمواطنيها.
- ما مقومات الانعاش السياحي؟
كل ما هو خارج نطاق الامن والاستقرار هو كلام نوايا. لذا، ندعو الى عطلة سياسية تمتد من حزيران الى تموز وآب، ويمتنع خلالها السياسيون عن اطلاق المواقف تخفيفا للتجاذبات القائمة، وذلك تعزيزا للمناخ السياحي في ظل الارقام غير المشجعة التي حققها هذه السنة. ثمة خجل رسمي لايجاد مصادر سياحية بديلة.

[email protected]
twitter:@violettebalaa