نشاطات محلية عربية ودولية

 الافطار السنوي للاتحاد 2014 - مطعم الساحة 

 
 

بيان صادر عن الاتحاد العمالي العام في لبنان


عقد الاتحاد العمالي العام في لبنان حفل إفطاره السنوي غروب يوم الأربعاء السابق الواقع فيه 16/7/2014 في مطعم الساحة – طريق المطار. تحدّث في حفل الإفطار رئيس الاتحاد غسان غصن (كلمته مرفقة ربطاً) وأعضاء من المجلس التنفيذي بالإضافة إلى مسؤولي  المكاتب العمالية في الأحزاب اللبنانية.


 ******************

 كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان السيد غسان غصن
في حفل الإفطار السنوي للمجلس التنفيذي للاتحاد
بيروت، في 16/7/2014 – مطعم الساحة – بيروت.

-     أيها الأخوات والأخوة،
كعادته يحلّ علينا شهر رمضان الفضيل ببركته فيجمعنا كلّ عام حول مائدته الكريمة، أعاده الله عليكم وعلينا جميعاً بحالٍ أفضل لبلدنا وشعبنا وأمتنا العربية.

الأخوات والأخوة،
ثمانية أيام بلياليها والشعب الفلسطيني الأبي في قطاع غزة المحاصر يتعرّض مجدداً للجرف بعد الرصاص المسكوب والى مجازر وحشية على يد المستوطنين الصهاينة حيث يتعرّض المواطنون الى حملة جرف لمنازلهم بعد حملة الرصاص المسكوب والتي لم تنل من عزيمة الشعب الفلسطيني وإرادته بالصمود في أرضه ومقاومة الاحتلال. فلا الصواريخ التي تستهدف المدنيين والتي تقوّض العمران قادران على ثني عزيمة المقاومة الفلسطينية الناهضة من تحت الرماد كالفينيق.

إنّ الصمود الأسطوري هو لشعب فلسطين ولأهلنا في غزة في وجه الحصار والقتل والاعتقال والاغتيالات والردّ البطولي بالصواريخ من تحت الأرض ومن فوقها والذي طال مدن العدو ومنشآته الحيوية وأدّى إلى حالة الهلع في صفوف قطعان الاحتلال.

كل ذلك يذكّر العدو قبل الصديق بالانتصارات الحاسمة التي سطّرتها المقاومة في لبنان على مدى العقود الثلاثة الماضية وأبرزها الانتصار التاريخي ودحر العدوان في مثل هذا الشهر منذ العام 2006.

فتحية إلى أهلنا في غزة وتحية للمقاومة في لبنان وفلسطين وفي كلّ أرض عربية ترفض الاحتلال وتواجه العدوان والعار. كلّ العار للصمت المطبق وللتخاذل الرسمي العربي الذي يقف متفرجاً على أشلاء الأطفال الأبرياء في غزة بينما تتواطأ الولايات المتحدة الأميركية ومعظم الدول الغربية ومعها مجلس الأمن الدولي والهيئات الحقوقية الدولية بدعم العدو أحياناً والسكوت عن عدوانه أحياناً أخرى.

إننا في هذا المجال نجد لزاماً علينا كإتحاد عمالي عام وكحركة نقابية عربية واجب التحرك الفوري من أجل نصرة أهلنا في غزة وقد بدأنا اتصالاتنا السريعة على الصعيد النقابي العربي لعقد اجتماع طارئ للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وسنواصل اتصالاتنا مع كافة الأشقاء والأصدقاء في العالم للقيام بالواجب في هذا المجال.

الزميلات والزملاء الكرام،
 لقد انحدر الوضع السياسي اللبناني إلى قاع لم يشهده حتى في أحلك أيام الحروب اللبنانية الماضية فالبلاد بلا رئيس جمهورية منذ حوالي الشهرين وحكومة المصلحة الوطنية مشلولة ومعها مصالح الوطن والمواطنين والمجلس النيابي معطّل بسبب التجاذبات بين كتله حول الحصص والمصالح الفئوية والطائفية التي لا علاقة للمواطن فيها.
إنّ أخذ البلاد إلى هذا الوضع من قبل القوى السياسية ينذر بأبشع العواقب من دون أي حس بالمسؤولية فيما المنطقة تتفجر كمن حولنا سواء بالعدوان الإسرائيلي الذي يطال بلدنا مجدداً ودائماً أو بسبب الفورة «التكفيرية – الإرهابية - الداعشية». التي تعصف بالدول العربية وخصوصاً في سوريا الشقيقة. إنّ كلّ ذلك يفرض علينا إطلاق الصرخة والتحذير من مغبّة المضيّ في تجاهل الناس ومصالحهم، فالجمهورية لا تلغى بسبب العجز على انتخاب رئيس للجمهورية ولو كان الأمر من ثوابت قيام الجمهورية والحكومة لا ذريعة لها للانكفاء عن تسيير شؤون المواطنين والنواب ملزمون بالقيام بواجبهم التشريعي تجاه الشعب الذي يمثلونه.


الأخوات والأخوة الأعزاء،
ما يزيد المشهد مأساوية أنّ القيّمين على البلد لا يلفتهم غياب الكهرباء وشحّ المياه وانقطاعها بل كلّ ما يهمّهم تمويل الخزينة ولو عاش الناس في الظلام ولا بل بلا مياه بحجة تغطية أكلاف سلسلة الرتب والرواتب ولا يتوانون عن زيادة الضرائب خصوصاً ضريبة القيمة المضافة والرسوم وغيرها وغيرها من الضرائب غير المباشرة وكلّ ذلك في موقف عدائي واضح من حقوق أصحابها والمياومين مكشوفون في أجورهم وصحتهم وضماناتهم وخبزهم اليومي والجامعة اللبنانية المهدّدة بالزوال ومتعاقدوها على قارعة الطريق كغيرهم من أساتذة التعليم الثانوي والمتوسط والابتدائي والمصانع تفرغ من عمالها والزراعة إلى يباس والبطالة إلى اتساع وقانون الإيجارات تهجيري في غياب خطة إسكان وطنية شاملة.

الزميلات والزملاء،
 لقد أطلق الاتحاد العمالي العام الصرخة تلو الأخرى محذراً من جرّ البلاد إلى هذا المصير فأوضح في مجمل مواقفه وبياناته ومذكراته المطلبية بل في اعتصاماته أنّ البدائل والحلول متوفرة إذا ما كان هناك نية حقيقية وإرادة سليمة في مكافحة الفساد المستفحل في مختلف مجالات الوزارات والإدارات العامة ومزاريب الهدر مشرّعة، بينما إمكانية الخروج متوفرة إذا ما سبق الإصلاح الإداري إصلاح البيئة السياسية الحاضنة للمحاصصة الطائفية والمذهبية.
انطلاقاً من ذلك، فإنّ الاتحاد العمالي العام يعلن اليوم واستناداً إلى مقررات مجلسكم التنفيذي عن إطلاق التحركات الضرورية بجميع الوسائل الديموقراطية المناسبة بعد انتهاء الشهر الفضيل وعيد الفطر السعيد.
مرةً أخرى كل عام وأنتم بخير وشعب غزة وفلسطين مكلّل بالصمود والنصر.


 ********************