مواقف صادرة عن الأتحاد

  كلمة السيد حسن فقيه في مؤتمر العمل العربي  

 
4/10/2017

كلمة الاتحاد العمالي العام في لبنان في أعمال الدورة (44)
لمؤتمر العمل العربي – القاهرة 9 – 16 نيسان (ابريل) 2017
يلقيها رئيس الوفد النقابي اللبناني السيد حسن فقيه


- سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية وراعي أعمال هذا المؤتمر،
- معالي وزير ...........................................
- معالي الوزير...............................................رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية،
- أصحاب المعالي الوزراء،
- سعادة المدير العام لمنظمة العمل العربية السيد فايز المطيري،
- الأخوات والأخوة رؤساء وأعضاء الوفود المشاركة،
- الضيوف الكرام،
- السيدات والسادة الأعزاء،
إنها ليست المرة الأولى التي ينعقد فيها مؤتمرنا السنوي على أرض الكنانة وفي قاهرة المعزّ حيث الاحتضان والرعاية وكرم الضيافة بدءاً من رئيس هذه البلاد راعي أعمال هذه الدورة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مروراً بحكومتها وعمالها ونقابييها وكافة فئات شعبها الطيب ودعمهم لنا وسهرهم الدؤوب على نجاح أعمال مؤتمرنا وأنشطتنا كافة.

السيدات والسادة،
 يأتي محور أعمال الدورة لهذا العام تحت عنوان «التدريب المهني ركيزة أساسية لاستراتيجيات التنمية المستدامة 2030 في الوطن العربي» ليس فقط تماشياً مع متطلبات العصر بل وأساساً استجابة لحاجات حقيقية نفتقر اليها في الوطن العربي ولطالما لم تلاقِ هذه الحاجات - التحديات  ردوداً صريحة وعلمية عليها لا على مستوى كل بلد عربي بمفرده ولا على مستوى مركزي في إطار مؤسسات جامعة الدول العربية وذلك على الرغم من الجهود والمحاولات المتفرقة التي لم تثمر إيجاد خططاً ولا معاهد مركزية حتى الآن.
 ولعلّ إشارة التقرير المؤلمة في الجزء الثاني منع عن «انتقال العالم العربي من أفضل حال (ربما) إلى أحد أبرز المناطق في العالم المعنية بالفقر»... وغياب التنمية المستدامة وانعدام الأمن الغذائي وغياب فرص العمل لأكثر من 20 مليون عامل وعاملة وضعف أو ضمور البنية التعليمية وانقطاع أي علاقة لها بسوق العمل... كلّ ذلك يدفعنا إلى التركيز على أهمية هذا التقرير العلمي والجاد.
 ففي تقديمه لهذا التقرير الغني بمحاوره كافة أشار سعادة المدير العام إلى ما ورد في ديباجة خطة التنمية المستدامة 2030 الى أنه «لا يمكن أن تكون هناك تنمية مستدامة بدون سلام، ولا سلام بدون تنمية مستدامة» وقد أصاب هذا التعبير لبّ المشكلة سواء في المنطقة العربية أو حتى في عالمنا المعاصر خصوصاً وأنّ التقرير يشير في مقدمته إلى أنّ العالم العربي يحظى بنقاط قوّة أساسية على مستوى الموارد الإنسانية أو الطبيعية فهو يختزن 55% من احتياجات العالم من النفط وربع احتياط الغاز في العالم ويتمتع بوجود 318 مليون نسمة كعدد سكان وهي قوة بشرية هائلة منهم أكثر من 124 مليون كقوة عمل فنية و 140 مليار هكتار قابل للزراعة وناتج قومي يتجاوز ال 2700 مليار دولار أميركي.
السيدات والسادة الأعزاء،
 أنطلق من فكرة أنّ لا سلام من دون تنمية ولا تنمية بدون سلام فمن الذي يهدّد السلام في المنطقة اليوم؟
 إنّ أول وأخطر تهديد للسلام في المنطقة بل وربما في العالم، هو استمرار هذا الكيان الصهيوني الدخيل على المنطقة والذي أسس لنظام عنصري عدواني مستدام، واستمرّ كآخر نظام عنصري في العالم كما أكّدت عليه التقارير الدولية والتي كان آخرها التقرير الصادر عن منظمة «الاسكوا» في الشهر الماضي الذي كان بمثابة فضيحة مدوّية عالمية استنفر ضدها كل أعوان إسرائيل في العالم لسحب هذا التقرير.
 
 وإذا كان السلام في العالم والمنطقة خاصةً لا يستقيم بوجود هذا الكيان، فإنّ ظاهرة المنظمات الإرهابية التكفيرية ليست سوى امتداد لهذا الكيان ومحاربتها والتصدّي لها بجميع الأشكال السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية والأمنية هو واجب وجوب التصدي لإسرائيل.
 وتحدّي إرساء الديموقراطية وتداول السلطة وإطلاق الحريات العامة والنقابية وحرية التفكير والإبداع والنشر والقول لا يقلّ عن التحديات السابقة كعنصر التقدّم والاستقرار.
 وتحديات التنمية المستدامة وإعادة توزيع الثروة وفصل السلطة عن هذه الثروة واستقلالية القضاء ومكافحة أسباب البطالة وتعزيز العمل اللائق والاستناد إلى معايير العمل الدولية والعربية الأساسية كلها مقدمات نحو إقامة السلم والأمن والاستقرار.
الأخوات والأخوة،
 أغتنم هذه الفرصة لأنقل إليكم تحيات رئيس الاتحاد العمالي العام الجديد في لبنان النقابي الدكتور بشارة الأسمر، الذي انتخب مع أعضاء القيادة الجديدة في الخامس عشر من شهر آذار (مارس) الماضي من قبل الجمعية العمومية للمجلس التنفيذي والذي حالت دون رغبته بالمشاركة في هذا المؤتمر الانشغالات المتعدّدة والمتراكمة على الصعيد الوطني التي تحتاج منّا جميعاً إلى جهود مضاعفة سواء لناحية متابعة مشكلات إقرار الموازنة العامة للحكومة اللبنانية والتصدّي لمنع فرض ضرائب على العمال وذوي الدخل المحدود أو من أجل إقرار حق موظفي الدولة وقسم من القطاع الخاص بسلسلة الرتب والرواتب أو لناحية مطلبنا كاتحاد عمالي عام في تصحيح الأجور الدوري ومواجهة قانون الإيجارات غير العادل بالنسبة لمئات الألوف من السكان وسواها من القضايا.
 وفي هذه المناسبة، فإننا نأمل أن يكون هذا التغيير الذي نتج عن الانتخابات الأخيرة لاتحادنا فسحة أمل للعمال وللفئات الشعبية بتحقيق مطالبها المزمنة وفرصة لإعادة توحيد وتعزيز حركتنا النقابية والتنسيق الأفضل مع جميع الفئات التي شكّلت فيما مضى مع بعضها هيئة التنسيق النقابية التي كان لها وزن فاعل وتحركات هامة على المستوى الوطني.
 والى ذلك من التحديات لا يزال أمام حركتنا النقابية العمالية العمل الى جانب الأكثرية الساحقة من أبناء بلدنا واجب التصدي للعدوان الإسرائيلي المحتل لقسم من أرضنا وفي إطار نضال شعبنا وجيشنا ومقاومتنا الوطنية لهذا الاحتلال وللعدوان المستمر والأطماع القائمة على مياهنا ونفطنا وخيرات بلدنا.
فضلاً عن مناصرتنا وواجبنا في دعم أبناء الشعب الفلسطيني البطل وحقّه بالعودة وتقرير المصير ودعم الشعب السوري الشقيق في وقف الحرب المستمرّة ونتائجه الدموية واستعادة وحدته الوطنية ووحدة أرضه وسيادته في مواجهة الإرهاب المحلي والعالمي.
السيدات والسادة،
 إنّ التقرير الذي قدّمه سعادة المدير العام مستعيناً بخبراء المنظمة ومرتكزاً على المعطيات العلمية الدقيقة نعتبره وثيقة أساسية تسد الثغرات المزمنة في مجال التدريب المهني على المستوى العربي ويمكن الإفادة القصوى منه إذا ما شكّلنا لجاناً مختصة في كل محور من محاوره واعتمدناه في سياق نشاطنا الوطني أثناء مقاربتنا الملموسة لحيثياته.
 فشكراً لسعادة المدير العام الصديق فايز المطيري ولكل من ساهم في وضع هذه الوثيقة.
 وشكراً لرئيس جمهورية مصر العربية وحكومتها واتحاد نقابات عمال مصر وشعبها وعمالها على كلّ ما فعلوه من أجل إنجاح أعمال هذه الدورة والله ولي التوفيق.

حسن فقيه
نائب رئيس الاتحاد العمالي العام
في لبنان