مواقف صادرة عن الأتحاد

  البيان الصادر عن المجلس التنفيذي 12 12 2016  

 
12/12/2016

بيروت، في 12/12/2016

بيان صادر عن المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام في لبنان


 عقد المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام في لبنان جلسةً له برئاسة رئيس الاتحاد السيد غسان غصن وحضور الأعضاء، ناقش فيه آخر المستجدات المعيشية والمطلبية وفي نهاية الاجتماع صدر عنه البيان الآتي:
أولاً: توقف المجلس التنفيذي بارتياح إزاء استقامة المسار السياسي وانتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية داعياً المجلس التنفيذي إلى الإسراع في استكمال هذه الخطوة وإعادة بناء المؤسسات كتشكيل الحكومة العتيدة بأسرع وقت ممكن وإقرار قانون انتخابي جديد وعادل يسمح بتمثيل النسيج اللبناني وتفعيل عمل الوزارات لارتباطها بهموم المواطنين والمتصلة بشؤونهم الاقتصادية والاجتماعية والحياتية والمعيشية.
ثانياً: يعلن المجلس عن استنكاره الشديد للأعمال الإرهابية التكفيرية التي تعصف بمنطقتنا العربية وتمتد إلى عواصم دول العالم وآخرها التفجيرين الإرهابيين في القاهرة واسطنبول والتي أزهقت أرواح العديد من الأبرياء في الكنيسة المرقصية والشوارع التركية ويتقدّم المجلس التنفيذي من ذوي الضحايا بأحر التعازي متمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
 وفي هذا السياق يؤكد المجلس التنفيذي على ضرورة مواجهة هذا الإرهاب المتمادي عبر تجفيف منابعه فكرياً ومالياً وسلاحاً.
ثالثاً: توقف المجلس أمام الأزمة الاقتصادية التي تمرّ بها وسائل الإعلام المكتوبة بوجه عام وقرار توقف جريدة السفير الغراء مع نهاية العام الجاري وإذ يأسف المجلس لغياب هذا المنبر الوطني وما سيلحق ببقية العاملين فيه من أجراء، فإنه يعلن تضامنه مع جميع وسائل الإعلام المكتوبة المعرّضة لنفس المصير وللعاملين فيها ويؤكد على مسؤولية الدولة ووزارة الإعلام ويدعو للمسارعة إلى تقديم كل أشكال الدعم لوضع حدّ لهذا الانحدار المأساوي وانعكاساته على مصير الإعلام الوطني عموماً.
 
رابعاً: أعدّ الاتحاد العمالي العام مذكرة مطلبية لتسليمها لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فور تحديد موعد لزيارته تتضمّن في أولوياتها:
أ‌- تصحيح الأجور:
التصحيح الدوري للأجور الذي ليس من شأنه فقط إنصاف العمال بل تحريك العجلة الاقتصادية وإنعاش الأسواق بعد أن تراكمت معدلات التضخم منذ آخر تصحيح للأجور العام 2012 والذي تآكل بفعل غلاء المعيشة ممّا يستوجب التصحيح الفوري للأجور.
ب‌- في النظام الضريبي:
إنّ النظام الضريبي القائم هو نظام مجحف يقوم على قاعدة التوسع في الضرائب غير المباشرة بما فيها ضريبة القيمة المضافة (T.V.A) وهذه الضرائب تشكل 80% من إجمالي واردات الخزينة ممّا زاد العمال وذوي الدخل المحدود إفقاراً وتراجعاً في مداخيلهم وقدراتهم الشرائية.

ولذلك، يرى الاتحاد العمالي العام ضرورة:
- فرض الضريبة التصاعدية على مداخيل وأرباح أصحاب الثروات وتحصيلها من ريوع المشاريع المربحة سواء في توظيف الأموال في سندات الخزينة وسوق العقارات والأعمال التجارية وتشديد المراقبة على سياسة «الدفترين».
- فرض الضريبة على كامل المهن المتفلتة وإقفال الشركات والمؤسسات الوهمية.
- استعادة الأملاك البرية والبحرية والنهرية والكسارات واسترداد قطاع المحروقات وفرض الغرامات الكبيرة مستبيحي هذه القطاعات.
ج- في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
المباشرة بإصلاح شامل وجذري للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بصفته الركن الأساسي في وحدة المجتمع اللبناني وأمنه واستقراره الاجتماعيين. كما انه الملجأ الوحيد المتبقي للعمال وذوي الدخل المحدود وذلك عن طريق:
- البدء بإصلاح إداري شامل.
- الإسراع بإقرار مشروع قانون إفادة العمال المضمونين المتقاعدين وعائلاتهم من الضمان الصحي وهو مشروع مُقرّ في اللجان النيابية وينتظر إقراره في الهيئة العامة وذلك، كمقدمة لإقرار قانون التقاعد والحماية الاجتماعية (ضمان الشيخوخة).
- تصحيح نسبة الاشتراكات في فرع ضمان الشيخوخة والتقديمات العائلية والتعليمية وفق الدراسات العملية الأخيرة وذلك لوقف الخلل في التوازن المالي بين الواردات والنفقات.
- التزام الدولة بدفع جميع المستحقات عليها من ديون واشتراكات للضمان الاجتماعي وكذلك إلزام أصحاب العمل بدفع الديون المتوجبة عليهم للصندوق.
د- في النقل:
إذ يؤكّد المجلس على موقفه الثابت من التطورات الأخيرة في موضوع سياسات النقل ووقوفه إلى جانب نقابات واتحادات قطاع النقل البري سواء لجهة مناقصات الميكانيك وإعادة مراكز المعاينة الميكانيكية إلى كنف الدولة والحد من المزاحمة غير المشروعة من السائقين غير اللبنانيين ومنع استعمال لوحات السيارات العمومية المزورة والمكررة وكل مطالب القطاع،
فإنّ المجلس التنفيذي يؤكّد على مطلبه الأساسي بوضع خطة وطنية وشاملة للنقل من إعادة الاعتبار لقطاع النقل العام وتعزيزه وشموله جميع المناطق اللبنانية كحلول جذرية لمنع الازدحام على الطرقات وتخفيض الفاتورة الباهظة للمحروقات وهي عنصر أساسي في الاقتصاد الوطني في مختلف المجالات.
هـ- في السياسة النفطية:
إنّ اعتماد سياسة نفطية وطنية باتت أكثر من ضرورة خصوصاً بعد اكتشاف الكميات التجارية للغاز والنفط في مياهنا وأرضنا الإقليمية والتعجيل باستخراج هذه الثروة الطبيعية وتنفيذ القانون وتطبيق المراسيم المتعلقة بهذا المردود الحيوي وكذلك ضرورة استعادة الدولة لقطاع المحروقات استيراداً وتخزيناً وبيعاً.
 وقد تضمّنت المذكرة فضلاً عن رؤية الاتحاد العمالي العام للنهوض الاقتصادي وعناصر تحقيقه من خلال دعم وتعزيز القطاعات الإنتاجية وتحديث القوانين والإصلاح السياسي والإداري ووضع حد للفساد، فقد تطرقت المذكرة للموقف من البطالة والصرف من العمل ومزاحمة اليد العاملة غير اللبنانية وكذلك إلى الموقف من قانون الإيجارات وضرورة وضع قانون إيجارات منصف وعادل ودائم يحفظ حقوق المستأجرين وصغار المالكين. كما تناولت الموقف من السياسة الصحية والاستشفائية والتعليمية وأكدت أخيراً على ضرورة إعادة إحياء المجلس الاقتصادي والاجتماعي ولعب دوره الاستشاري كاملاً في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية وفق قانون إنشائه.

 أخيراً، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وعشية الأعياد السعيدة والمجيدة، وقرب انتهاء العام 2016، يتوجه المجلس التنفيذي من العمال وجميع اللبنانيين بتمنياته بأيام أفضل وللوطن بالازدهار والتقدّم.
المجلس التنفيذي.