مواقف صادرة عن الأتحاد

 كلمة السيد غسان غصن في حفل إطلاق «نهوض لبنان نحو دولة الانماء» 

 
10/7/2016

كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان
وأمين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب السيد غسان غصن
في حفل إطلاق كتاب السيد روجيه نسناس «نهوض لبنان نحو دولة الإنماء»
السراي الحكومي – بيروت، في 5/10/2016
- دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ تمام سلام، راعي هذا الحفل،
- أصحاب الفخامة،
- أصحاب الدولة،
- معالي الوزراء،
- سعادة النواب،
- معالي مدير عام منظمة العمل العربية،
- صاحب الغبطة،
- أصحاب السماحة والنيافة والسيادة والفضيلة،
- رؤساء وممثلي القيادات العسكرية والأمنية،
- أصحاب السعادة المدراء العامون،
- أصحاب السعادة السفراء والقناصل،
- ممثلي الأحزاب السياسية،
- السادة رؤساء الهيئات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والنقابية،

- أيها الحفل الكريم،
إسمحوا لي بدايةً أن أشكر دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ تمام سلام لرعايته حفل إطلاق كتاب «نهوض لبنان نحو دولة الإنماء» الذي يقدمه رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأستاذ روجيه نسناس بالتعاون مع نخب اقتصادية واجتماعية ومساهمة باقة من أصحاب الفكر والثقافة والمعرفة والعلم لتقدّم رؤية ثرية حول نهوض لبنان مؤلف من 900 صفحة غنية بالدراسات والمعلومات تتناول البعدين الاقتصادي والاجتماعي.
فمن جانب التحديات الاقتصادية يعرض لقدرة لبنان التنافسية ووجوب دعم ومساندة القطاعات الإنتاجية من المؤسسات إلى البرامج وتحسين شروط الإنتاج وتخفيض أكلافه وهو ما دأب الاتحاد العمالي العام في لبنان بالمطالبة به والدعوة إليه بما يعزّز طاقة لبنان الإنتاجية ويحرك الأسواق ويزيد فرص العمل فيحدّ من ارتفاع نسب البطالة التي فاقت 25% أكثر من ثلثهم من الشباب والشابات خريجي المعاهد والجامعات. فضلاً عن تشجيع المؤسسات المتوسطة والصغرى وتمكين أصحاب المبادرات الخاصة المحدودة الرساميل من الصمود إزاء اجتياح الشركات العابرة للقارات من غزو أسواقه والهيمنة على اقتصاده.
 وكذلك تتناول رؤية النهوض سبر أغوار بره وبحره واستخراج ثرواته النفطية والغاز كي لا تهدر كما عذوبة مياهه وعليل هوائه أسوةً بأمواله العامة.
 أمّا البعد الاجتماعي الذي تتناوله رؤية نهوض لبنان فكانت ركيزتها الأساس العقد الاجتماعي وهو من منظور الاتحاد العمالي العام العمود الفقري للميثاق الاجتماعي الذي بدونه لا يستقيم الميثاق الوطني بما يحقق العدالة الاجتماعية ويؤمن المساواة ويضمن السلم الاجتماعي.
 وذلك أنّ لا تقدّم لمجتمع لا يكون التعليم الرسمي فيه هو الأساس والجامعة الوطنية هي ساحة التلاقي والاندماج بدل التباعد والتفرقة والخلاف فضلاً عن توفر الطبابة والاستشفاء لكافة المواطنين باعتبار أنّ الصحة حق إنساني لا استجداء ولا منّة ودون جميل.
 ويبقى نظام التقاعد والحماية الاجتماعية ركيزة العقد الاجتماعي بما يؤمن للمواطن اللبناني في خريف العمر التقاعد اللائق والحماية الاجتماعية التي تصون كرامة الإنسان وتحميه من العوز والذل والمهانة.
 أمّا القسم الأخير في رؤية نهوض لبنان نحو دولة الإنماء فمحوره الأساس هو الإصلاح وهو بيت القصيد من أجل بناء دولة الإنماء باعتبار أنّ قاعدة الإصلاح نمط وخطة. أمّا النمط فهو تكوين بنية المواطنة بحيث يصبح اللبناني مواطناً عابراً لطائفته ومذهبه ولائه لوطنه قبل سيده وولي نعمته القابض على لقمة عيشه.
 هذا في البنية الوطنية أما في النظام فما يعرضه هذا الكتاب ينبثق من اتفاق ارتضاه اللبنانييون دستوراً واختلفوا حول تطبيقه فتنكروا له كـاللامركزية والإنماء المتوازن وقانون انتخابات نيابية يؤمن التوازن والمساواة وإصلاح في الإدارة والقضاء وعجز حتى على حل المشاكل الحياتية الأساسية كالكهرباء والماء وصولاً إلى معضلة النفايات العصية عن أي حلّ.
 أمّا مكافحة الفساد وضبط الإنفاق وهدر المال العام ففي هذا الكتاب رؤية لحوكمة الإدارة أملاً بقيامة وطن يعتزّ به أبناؤه.
 إنها رؤية مغامر أفلح في أعماله الخاصة فصار متقدماً بين نظرائه. إنه رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأستاذ روجيه نسناس الذي آمن بلبنان فتطوع من أجل خدمته وفي جعبته تطلعات راسخة تركز على التعاون بين أطراف المجتمع المدني وفي منظوره أنّ خبرة المجتمع المدني في مواجهة ومعالجة المشاكل هي قيمة مضافة لحل المشاكل الوطنية والاقتصادية والاجتماعية، ومن هنا يبرز ضرورة الحوار بين الشركاء الاجتماعيين والدولة ليصبح مشروع الدولة هو مشروع الوطن كلّه.
أيها الحضور الكريم،
 إنني من خلال موقعي كرئيس للاتحاد العمالي العام في لبنان والأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أعلن عن دعمي لمبادرة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأستاذ روجيه نسناس والحوار الاجتماعي الذي يدعو إليه من أجل إنماء وتقدم لبنان الذي لن يتحقّق إلاّ بحوار جاد والخروج بخارطة طريق عملية تدعم الإنتاج والعمل من خلال الشراكة الاجتماعية بين كافة مكونات المجتمع مؤمنين بميثاق العدالة الاجتماعية ومن قبلها الاستقرار السياسي الذي لا يستقيم إلاّ بانتخاب رئيس للجمهورية يعيد الحياة إلى دولة المؤسسات.
رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان
وأمين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب
     غســان غصــن
*********************