مواقف صادرة عن الأتحاد

 نقابات تدعم الحراك المدني.. ولا تنزل إلى الشارع 

 
9/9/2015

من الاعتصام أمام وزارة الداخلية الأسبوع الماضي (عباس سلمان)


باسكال صوما 08-09-2015 01:41 AM - (السفير)

اتّحاد النقابات" يدعو للمشاركة في اعتصام 9 أيلول


"هيئة التنسيق النقابية" تعلن الإضراب والاعتصام بـ 9 أيلولمَن يُمعن النظر في مشهدية الشارع في الأيام الأخيرة، سيفقد بطبيعة الحال النزعة النقابية للحراك الذي تميّز بمدنيّته وعفويّته ولا طائفيّته، للمرّة الأولى منذ سنواتٍ طوال. لكنّ غياب «الاتحاد العمالي العام» والعديد من النقابات الحرّة عن الشارع المنتفض ضدّ الفساد، لا يمكن أن يكون عابراً وعادياً، وإن كان بعض النقابيين أو أصحاب المهن الحرة قد نزلوا من تلقاء أنفسهم، أو تلبيةً لبعض الدعوات النقابية التي بقيت خجولة وغير حماسية بما يكفي.
وتحضيراً للتظاهرة الحاشدة يوم غد الأربعاء، يبدو من الضروري أن تتضامن النقابات، كل النقابات مع الحدث الذي لا يتكرر كل يوم، وإلاّ فلا شكّ سيؤخذ عليها ذلك، بأنّ نقابات لبنان نأت بنفسها عن الحراك الشعبي. يقول أحد منظّمي الحراك في حملة «طلعت ريحتكم» مروان معلوف لـ «السفير» إنّ «هناك بعض الجهات النقابية التي بدأت تتحرّك كنقابة المحامين ونقابة الطيارين، وتحاول هيئة التنسيق النقابية أن تتواصل مع النقابات الأخرى لتحريكها وضمّها إلى الحراك المدني».
في المقابل، ترى بعض المصادر النقابية أنّ «هذا الحراك يفتقد إلى التنظيم الحقيقي وتحديد أهداف واضحة، ما يجعل النقابات ومن على رأسها يترددون في إعلان التضامن الكلي معها، أو ينتظرون ما ستؤول إليه الأيام المقبلة، لعلّ الصورة تتوضّح أكثر».
بدوره، يؤكّد رئيس «الاتحاد العمالي العام» لـ «السفير» أنّ «الاتحاد داعم للحراك، وهو مَن كان يصرخ منذ سنوات ويدعو الى تأمين المطالب المعيشية والاجتماعية للشعب، بدل التلهي في السياسة، وها قد وصل الشعب إلى مرحلة الصفر ونزلوا الى الشارع ليعبّروا عن صرختهم».
إلاّ أنّ الواقع يقول إنّ دعوة الاتحاد أعضاءه للاعتصام والتضامن مع «حملة طلعت ريحتكم» وغيرها من الحملات المشاركة في التنظيم للحراك الشعبي، بقيت خافتة، فيما كان من المفترض أن يقود الاتحاد العمالي الحراك ويكون في طليعة المناضلين.
ينصح غصن القيمين على الحراك «بترتيب الصفوف وتحديد أهداف واضحة لحراكهم، حتى ينجحوا في تحقيق مطالبهم المحقّة، فالمشكلة مثلاً ليست في وزير البيئة، ولا تحلّ في حال استقال، بل المشكلة أكبر من ذلك وتشمل كل الطبقة السياسية، ولا تقتصر على شخص وزير البيئة أو غيره». ويرى أنه «كان من الطبيعي أن يصرخ الناس ويتحركوا عفوياً». ويضيف: «الاتحاد لا يقبل أن يمتطي التحرّك وأن يستغل الوضع في ظل الهواء المفتوح، ليبرز نفسه، بل قلنا كلاماً صريحاً مفاده أنّ هذا التحرّك صحيح ونحن ندعمه». ويقول غصن: «هؤلاء شباب ينتفضون، لذلك علينا أن نفهمهم وألا نكثر الاتهامات عليهم بأنهم عملاء ومندسةن وغير ذلك». ويشير إلى أنّ «الاتحاد العمالي اليوم بدأ العمل مع المنظمين للتواصل والتعاون بهدف توجيه الحراك إلى مساره الصحيح، وضبط الإيقاع، لأنّ هناك مطالب متناقضة أحياناً بين الناس، وهذا مضرٌّ بالحراك، ويضيّع أهدافه».
نقيب الأطباء أنطوان البستاني يؤكّد لـ «السفير» أنّ «النقابة وكل نقابات المهن الحرّة تؤيّد الحراك ومطالبه المعيشية والاجتماعية مئة في المئة لأنها محقّة ولا يمــــكن الوقوف ضدّها في أي شكلٍ من الاشكال، وقد نزل وفدٌ من الأطباء للاطمئنان على المضربين عن الطعام أكثر من مرّة». أمـــــا عن النزول إلى الشارع للمشاركة في التظاهرات، فيكتفي النقــــيب بابتسامة ويقول: «ربما لاحقاً إذا تطوّرت الأمور تتخذ نقابات المهن الحرة قراراً بالدعوة إلى الاعتصام». ثمّ يستدرك بالقول: «لكننا في كل الأحوال مع التحرّك ولا نمانع أبداً المشاركة فيه».

-----------------