مواقف صادرة عن الأتحاد

 كلمة رئيس الاتحاد في بلدة معركة - الجنوب 

 
5/1/2018

كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر
في الاحتفال التكريمي السنوي الأول لجمعية الأمل الرياضية النقابية
في بلدة معركة لكوكبة من العمال الكادحين في مشوار التعب
دورة المرحوم الحاج حسن أمين سعد
بلدة معركة – الثلاثاء 1 أيار 2018

- حضرة رئيس جمعية الأمل الرياضية الثقافية في بلدة معركة،
- أيها الحفل الكريم،

إنها لمبادرة كريمة من جمعيتكم ودليل على نبل أهدافها «بتكريم كوكبة من العمال في مشوار التعب» وبلدة معركة بشهدائها ومقاوميها ومجاهديها في وجه الاحتلال الإسرائيلي هي بلدة شاهدة على التاريخ الحديث في منطقة الجنوب وفي كل لبنان وفي مقدمهم الشهداء محمد سعد وخليل جرادة وحيدر خليل وكافة شهداء البلدة والمنطقة من جميع أحزابها وقواها الوطنية.

وإنّ اختيارنا لرعاية هذا الحفل هو تكريم أيضاً للاتحاد العمالي العام بما ومن يمثل، وبما في ذلك هذه الكوكبة من العمال المناضلين وهو تكريم للعاملين في الأرض وفي قطاع البناء وفي كافة مجالات الإنتاج وصناعة الخيرات.

 وهو تكريم أيضاً لجميع من وقف إلى جانب عمال لبنان وسائر فئات الأجراء من القوى السياسية والشخصيات الوطنية وفي مقدمها دولة الرئيس نبيه بري، الذي ساند قضايانا ومواقفنا وتحركاتنا المحقة ليس خلال العام الماضي فقط، بل طوال مسيرة هذه الحركة المنحازة إلى جانب المحرومين منذ انطلاقتها مع سماحة الإمام المغيّب موسى الصدر في ستينات القرن الماضي.

 شكراً لكم على هذا التكريم المزدوج وألف تحية لأهالي هذه البلدة الكريمة.


أيها العمال،
أيها الأعزاء،
نحتفل اليوم معاً بهذا العيد المجيد بذكرى شهداء الأول من أيار الذين سقطوا وسجنوا وظلموا من أجل أن نحظى نحن وعمال العالم بيوم عمل من ثماني ساعات وبحقنا في إنشاء وتنظيم النقابات للدفاع عن حقوقنا وكرامتنا في العمل والعيش أحراراً ومن أجل العدالة الاجتماعية.

خلال عامٍ مضى، ومنذ انتخابات القيادة الجديدة المتجددة في 15 آذار من العام 2017 انتقلنا بالاتحاد العمالي العام من متلقٍ ومفعولٍ به إلى خلية نحل فاعلة في حياة البلاد، فلم نترك قضية عمالية أو وطنية أو اقتصادية تخص العمال والموظفين والفئات الشعبية إلاّ وخضنا غمارها وتصدينا لها. نجحنا أحياناً كثيرة وأخفقنا أحياناً أخرى لكننا حاولنا دائماً وسنبقى نحاول والضمان الوحيد لنا في معركتنا كانت وحدتنا القائمة على المصالح العليا للعمال التي تجسد مصلحة الوطن.

أيها العمال،
أيها الحفل الكريم،
 أمامنا اليوم تحديات كبرى تتمثل في معركة تصحيح الأجور في القطاع الخاص ورفع الحد الأدنى وحماية وتطوير الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والانتقال من تعويض نهاية الخدمة إلى نظام التقاعد والحماية الاجتماعية وأمامنا مواجهة البطالة والصرف التعسفي والمزاحمة من اليد العاملة غير اللبنانية وتحديات أخرى كثيرة وكبيرة بدءاً من إعادة الاعتبار للعقد الاجتماعي ودولة الرعاية التي تقضي بتأمين الحق بالسكن وبالصحة والتعليم المجاني وبالعمل اللائق وسواها من متطلبات الحياة الإنسانية الكريمة.

 وفي هذا السياق ننظر إلى نتائج مؤتمر «سيدر» أو باريس (4). ننظر إليه بارتياب خشية أن نلدع من الجحر أربع مرات بدلاً من مرتين لأننا نتساءل أين أصبحت القروض التي جاءت بها مؤتمرات باريس 1 و 2 و 3 ألم تتحول إلى ديون على الدولة والشعب والأجيال القادمة؟ ألم تهدر في مزاريب وزواريب الفساد والصفقات والمحاصصة؟ ألم تذهب إلى جيوب أصحاب كبار المصارف والمتمولين العقاريين؟ وماذا


يعني أن يملك 1% واحد بالمئة من أصحاب الحسابات في المصارف نسبة خمسون بالمائة من موجودات البنوك؟

 ماذا يعني أن يصل الهدر الى 10 مليارات دولار سنوياً أكثر من نصفهم تهرّب ضريبي والباقي صفقات تلزيمات لا تخضع للهيئات الرقابية؟

 ماذا يعني أن يملك 0.03% من المتمولين 45 مليار دولار من الثروة الوطنية وحتى 5% 45 مليار الأخرى وأن لا يصل دخل 67.7% من الشعب الى حدود 12000 دولار سنوياً وأن يرزح أكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر؟

 إننا مع توسيع الاقتصاد وتطويره وإعادة بناء شبكة النقل العامة لكن مع إنشاء أو إعادة إنشاء سكة الحديد على الأقل على طول الساحل اللبناني ومع استعادة الحق بالكهرباء والمياه والبيئة والأنهر غير الملوثة الخ... لكننا قلقون لأنّ المشاريع المائتين وخمسون التي يجري الحديث عنها لم تناقش معنا كممثلين لأوسع شريحة في المجتمع وحتى لم تناقش في المجلس النيابي بل في نطاق ضيّق مع بعض كبار المتمولين وأصحاب الأعمال. نعم نحن قلقون من أن تتحول هذه القروض الميسرة والطويلة الأجل من نعمة إلى نقمة، ومن فرصة إلى ارتفاع جديد في الدين العام وخدمة الدين العام.

 لذلك، ندعوكم أيها الزميلات والزملاء إلى أن نكون العين الساهرة عند طرح أي مشروع يتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص أو إلى خصخصة وبيع مؤسسات القطاع العام لأننا وبحسب التجارب مع مقدمي الخدمات في الكهرباء، فقدنا الكهرباء وبتنا أمام فاتورتين وأمام تجربة الشراكة في قطاع النفايات ارتفعت جبال النفايات حول المدن وعلى مداخلها، ولأنّ الشراكة والخصخصة تضرب فرص العمل القائمة كما جرى في مختلف بلدان العالم ولم تنجح في خلق فرص عمل جديدة. كما أنّ المجلس النيابي العتيد عليه أن يراقب بدقة انعكاسات المشاريع الجديدة على الاقتصاد الوطني وحياة المجتمع.

أيها العمال،
أيها الحفل الكريم،
 تلك هي هواجسنا نعلنها على الملأ من دون انحياز لأي فئة سياسية أو حزبية أو طائفية. ننحاز فقط لمصلحة العمال والمواطنين الذين وثقوا بنا لنكون عند ثقتهم.

شكراً لكم مرّة أخرى ويداً بيد نحو عام نضالي جديد.


وكل عيد وأنتم بخير

الرئيس

د. بشـارة الأسمـر