مواقف صادرة عن الأتحاد

  كلمة رئيس الاتحاد في اللقاء التضامني مع القدس  

 
12/21/2017

كلمة رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر
في اللقاء التضامني تحت شعار «القدس عاصمة أبدية لفلسطين»
بيروت – 20 كانون الأول 2017 – مقر الاتحاد العمالي العام


- مدير عام منظمة العمل العربية معالي الدكتور فايز المطيري،
- الزميل غسان غصن – أمين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب،
- الأخ العزيز جبالي المراغي – رئيس المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب،
- النقابية الكبيرة معالي وزيرة القوى العاملة المصرية السابقة السيدة عائشة عبد الهادي،
- الأخ أبو ماهر فتحي أبو العردات – أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وأمين سر الساحة اللبنانية،
- الأخ محمد حمزائي – أمين عام بيت العامل في الجمهورية الاسلامية الإيرانية،
- الصديق جورج مافريكوس – أمين عام الاتحاد العالمي للنقابات،
- أيها القادة النقابيون والنقابيات العرب،
- أيها الضيوف الكرام،
إنها جريمة متمادية منذ مائة عام.
من وعد بلفور المشؤوم إلى وعد ترامب الملعون،
من استباحة فلسطين وأرضها وشعبها وتاريخها، إلى استباحة القدس وما تمثل لشعوب العالم أجمع،
من مهد المسيح الى المسجد الأقصى،
الجرائم تلي الجرائم ونحن العرب بأنظمتنا وقياداتنا من تراجع إلى تراجع.

من اتفاق كامب ديفيد إلى وادي عربة إلى أوسلو لم نحصد سوى المزيد من الهزائم.
اعتراف القمة العربية عام 2002 بإسرائيل لم ينتج عنه سوى الخيبة.
وحده بريق الانتفاضات الفلسطينية لا يزال ينير طريق شعوبنا العربية.
وحدهم أطفال الحجارة في فلسطين لا يزالون في البال.
وحدها الشعوب الحرة تستطيع أن تقرر مصيرها بالحجارة والخناجر والسلاح وبكل أشكال المقاومة.
وحده سلاح المقاومة في غزة وفي جنوب لبنان يدلنا على الطريق في هذه المتاهة.
سرقوا فلسطين وعاثت عصابات الصهاينة بأهلها قتلاً وتشريداً،
استولى الاستعمار القديم والجديد على خيراتنا ونفطنا وعلى إرادتنا، ونحن الى المزيد من الخنوع والتراجع إلاّ فيما ندر.
ما من شيء يوقف هذا المسلسل سوى الانتفاضة، بل الانتفاضات الشعبية فلسطينياً وعربياً.
ولنبدأ من فلسطين، لأنّ فلسطين هي الأصل وهي القضية،
ولنبدأ بوحدة الفلسطينيين أنفسهم بدلاً من تقاسم السلطات واحدة تحت الاحتلال وواحدة في مرماه المباشر.
ليتحد الفلسطينيون على مشروع موحّد عنوانه التحرر الوطني.
فيلتف حولهم كل أحرار العرب وأحرار العالم.
ونحن العمال العرب معنيون تجاه هذا المسلسل المجنون. ليس فقط بواجبنا تجاه أهلنا في فلسطين وفي بلدان الشتات. نحن معنيون في الدفاع عن كرامتنا وحقوقنا وخيراتنا ومستقبل بلداننا وأبناءنا لأنّ الهجوم الاستعماري لا حدود له ولا قيود عليه سوى مواجهة شعوبنا.
إنهم يسرقون التاريخ بعدما سرقوا الأرض وما فيها وعليها. إنهم يسرقون الذاكرة أيضاً.
لكننا نستطيع أن نواجه إذا ما قررنا.
نستطيع أن نقاطع أميركا علاقات وبضائع وموانىء ومطارات وقد فعلها العمال العرب عام 1956 رداً على العدوان الثلاثي.
نعم نستطيع أن نقاطع أي دولة تفكر مجرد التفكير بنقل سفارتها الى القدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة العدو.
أيها الأخوات والأخوة،
 إنّ تضامننا مع شعب فلسطين وقدسها الأقدس ووقوفنا إلى جانب نضال هذا الشعب الشقيق من أجل حقه بالعودة وتقرير المصير ليس منّة، بل هو واجب علينا جميعاً.
 فالعروبة التي تتخلى عن فلسطين ليست عروبة والإسلام الذي يتخلى عن المجلس الأقصى وعن فلسطين نفسها ليس إسلاماً والمسيحية التي تتنكّر لكنيسة القيامة ومهد المسيح في بيت لحم ليست بمسيحية. والإنسانية التي تقبل ببقاء آخر نظام عنصري في التاريخ بين صفوفها ليست بإنسانية.
 نعم أيها الأخوات والأخوة، نحن نثق بالمستقبل، نثق بشعبنا العربي من المحيط الى الخليج وبقواه الحية ومنظماته الجماهرية. نحن نثق بنضال الشعب الفلسطيني الذي لم يرفع راية الاستسلام يوماً رغم كل المآسي والعذابات وتدمير المدن والتهجير وزج الآلاف من الشباب في المعتقلات والحصار الأعمى في البر والبحر والجو. وقطع الكهرباء والمياه والحروب التدميرية المتكررة والاعتداءات المستجدّة واليومية على كافة مفاعيل الحياة.
 نحن نثق بشعبنا الفلسطيني رغم تواطؤ قوى الغرب الاستعماري الذي أنشأ ورعى هذا الكيان السرطاني الدخيل وعيّنه شرطياً على المنطقة لسلب خيراتها ونحن نثق بالإرادات الحرةّ في العالم وبالشعوب الصديقة التي ناضلت ضد الاستعمار والتمييز العنصري وانتصرت.
الأخوات والأخوة،
 لقد دفع الشعب اللبناني بمكوناته كافة ولا يزال ثمناً باهظاً لتحرير أرضه وبفضل مقاومته الباسلة وجيشه الأبيّ وشعبه الصامد والمكافح ونحن نثق بأنّ نهج المقاومة وحده هو ما أبقى شعلة المقاومة الفلسطينية مشتعلة بفضل الدماء الغزيرة والإرادات الصلبة. هذه المقاومة التي أبقت فلسطين وقدسها في الوجدان وهي وحدها التي ستنتصر. كما أنّ الشعب اللبناني الذي تربطه أواصر الجغرافيا والتاريخ والأخوة قد تحمّل وزر تهجير الشعب الفلسطيني ما لم تتحمله دول عربية أكبر وبقي على تضامنه الصادق مع الأخوة الفلسطينيين.
 إنّ مصيرنا كشعوب عربية مصير واحد، ونحن في الاتحاد العمالي العام في لبنان نقف اليوم كما بالأمس مع كافة أبناء شعبنا مدعومين بالمواقف المشرّفة للقيادات السياسية والرسمية في لبنان على مختلف منابر العالم. نقف إلى جانب فلسطين وشعبها وقدسها الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية . وشكراً.


الرئيس
د. بشـارة الأسمـر