MOL Portal Extranet > عربى > إحصائيات
 

 استمرار تراجع مؤشّر ثقة المستهلك للفصل الثالث من العام 2016  

 
 

توقّعات بوضع حدّ لمنحى «الركود» تزامناً مع الانفراج السياسي المرتقب
الاثنين,24 تشرين الأول 2016 الموافق 23 محرم 1438هـ

هل تتحسّن ثقة المستهلك مع جلاء الأزمة السياسية؟

(اللواء الاقتصادي)

تدهورت ثقة المستهلك بشكل دراماتيكي في السنوات الأربع الماضية، لأسباب توزّعت بين الأزمات المعيشية والاقتصادية المتراكمة، وليست الأسباب السياسية بريئة من انحدار ثقة المستهلك إنما كانت السبب الرئيسي لركودها المستمر.
ونظراً إلى التقدّم الحاصل على المستوى السياسي لاسيما لجهة بدء العد العكسي لانتخاب رئيس للجمهورية، يرى مراقبون أن انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب سيغيّر منحى الركود الحالي السائد في ثقة المستهلك، كما أنّه من المرتقب أنْ يدفع بعض الملفات الاقتصادية العالقة إلى الحلحلة.
 ثقة المستهلك
وبالعودة الى تراجع ثقة المستهلك فقد أظهرت نتائج مؤشر بنك بيبلوس والجامعة الأميركية في بيروت لثقة المستهلك في لبنان للفصل الثالث من العام 2016 تراجعاً على غرار الفصول السابقة، وأظهرت النتائج أن معدل المؤشر الشهري بلغ 36,4 نقطة في الفصل الثالث من العام2016 ، أي دون تغيير ملموس عن معدل 36,1 نقطة في الفصل الثاني من العام.
بالإضافة إلى ذلك، بلغ معدل المؤشر الفرعي للوضع الحالي 36,3 نقطة في الفصل الثالث من العالم 2016، مسجلاً تحسناً بنسبة %6,2 عن الفصل السابق، في حين بلغ معدل المؤشر الفرعي للتوقعات المستقبلية 36,4 نقطة، أي بتراجع نسبته %2,8 عن الفصل السابق. وقد انخفض المعدل الشهري للمؤشر في الفصل الثالث من العام 2016 بنسبة %65,7 من النتيجة الفصلية الأعلى له التي بلغت 105,8 نقطة في الفصل الرابع من العام 2008. كما جاءت النتيجة الفصلية للفصل الثالث من العام 2016 أكثر تدنياً بنسبة 32,2% عن معدل المؤشر الشهري البالغ 53,6 نقطة منذ بدء احتساب المؤشر في تموز 2007.
وقد ظهر الركود في ثقة المستهلك اللبناني في الفصل الثالث من العام من خلال إجابات المستهلكين اللبنانيين على أسئلة المسح الذي يرتكز عليه المؤشر، حيث اعتبر 77,6% منهم أن وضعهم المالي الحالي هو «أسوأ» مما كان عليه قبل ستة أشهر، في حين رأى %17,2 أن وضعهم المالي بقي على حاله و%5,3 فقط اعتبروا أن وضعهم المالي هو «أفضل» مما كان عليه في الأشهر الستة السابقة.
غبريل
وفي تحليل لنتائج المؤشر، أشار نسيب غبريل، كبير الاقتصاديين ورئيس مديرية البحوث والتحاليل الاقتصادية في مجموعة بنك بيبلوس، إلى أن الجمود السياسي والاقتصادي السائد في البلاد أبقى ثقة المستهلك اللبناني عند مستويات منخفضة في الفصل الثالث من العام 2016. وقال: «إن فشل المجلس النيابي المتكرر في انتخاب رئيس للجمهورية، والشكوك السائدة حول إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، والشلل في عملية صنع القرار داخل المؤسسات العامة، هي عوامل أدت إلى التأثير بشكل سلبي على ثقة المستهلكين».
ولفت غبريل إلى أن «الأسر اللبنانية قابلت بتحفظ المحاولات التي بدأت في أواخر أيلول من أجل تحقيق خرق في أزمة الفراغ الرئاسي، والسبب يعود إلى ارتفاع منسوب الشك لدى المواطنين حول المبادرات السياسية على مر السنين وخاصةً منذ بدء الفراغ الرئاسي في أيار 2014. وأضاف غبريل أن نتائج الفصل الثالث للمؤشر ما زالت تظهر الحاجة عند المستهلكين اللبنانيين إلى خطوات ملموسة تحسّن مستوى معيشتهم مما سيؤدّي الى رفع توقعاتهم المستقبلية، خصوصاً وأنهم شهدوا مراراً الكثير من السياسيين يغلبون أجنداتهم الشخصية والحزبية على المصلحة الوطنية.»
هذا، واعتبر غبريل أن «انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب سيغيّر منحى الركود الحالي السائد في ثقة المستهلك»، لكن في حال إطالة أمد حصول هذه الصدمة السياسية الإيجابية، ونظراً إلى الركود العميق في ثقة المستهلك منذ الفصل الأول من العام 2012، اقترح السيد غبريل اتخاذ السلطات تدابير عملية وملموسة للمساعدة على دعم ثقة المستهلك وتحسين مستوى معيشته ورفع جودتها، وقال: «إن التطبيق السليم لقانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة الذي صدر في العام 2011، وتطبيق قانون السير الجديد الذي صدر في 2012، إضافةً إلى تعزيز إمكانات مديرية حماية المستهلك، تُشكّل تدابير ملموسة سيلمسها المواطنين، ما يمكن أن يؤدي إلى رفع الثقة عند الأسر.»
وتقدم المؤشر الفرعي للتوقعات المستقبلية على المؤشر الفرعي للوضع الحالي خلال شهرين من الأشهر الثلاثة للفصل الثالث من العام 2016. لكن السيد غبريل لفت إلى أن هذا التقدم لا يعكس تحوّلاً في اتجاه ثقة المستهلك أو تغييراً جوهرياً في رأي أو سلوك الأسر، إذ إن النتائج أظهرت أن 6% فقط من اللبنانيين الذين شملهم الاستطلاع توقعوا أن تتحسن حالتهم المالية في الأشهر الستة المقبلة، مقابل 71,6% اعتبروا أن وضعهم المالي سيتدهور و20% أن وضعهم المالي سيبقى على حاله.» بالإضافة إلى ذلك، توقع 3٪ فقط من اللبنانيين الذين شملهم الاستطلاع خلال الفصل الثالث من العام 2016 أن تتحسن بيئة الأعمال في البلاد في الأشهر الستة المقبلة، وهي النسبة الفصلية الأدنى منذ بدء احتساب المؤشر، في حين أن %80 من اللبنانيين توقعوا أن تتدهور و14,6٪ منهم توقعوا أن تبقى على حالها.
وأظهرت نتائج مؤشر بنك بيبلوس والجامعة الأميركية في بيروت لثقة المستهلك للفصل الثالث من العام 2016 أن الإناث سجلن مستوى ثقة أعلى نسبياً من ذلك الذي سجله الذكور؛ وأن المستهلكين المنتمين إلى الفئة العمرية الممتدة من 40 إلى 49 سنة سجلوا مستوى ثقة أعلى من الفئات العمرية الأخرى؛ وأن الأسر التي يعادل أو يفوق دخلها 2,500 دولار أميركي شهرياً سجلت مستوى ثقة أعلى من ذلك الذي سجلته الأسر ذات الدخل الأقل. بالإضافة إلى ذلك، سجل العاملون في القطاع الخاص في الفصل الثالث من العام 2016 مستوى ثقة أعلى من الذي سجله العاملون لحسابهم الخاص، وربات المنزل، والطلاب، والعاملون في القطاع العام والعاطلون عن العمل. كما سجل المستهلكون في جبل لبنان أعلى مستوى للثقة بين المحافظات في الفصل الثالث من العام، تلاهم المستهلكون في بيروت، وشمال لبنان، وجنوب لبنان والبقاع. وسجل المستهلك المسيحي أعلى مستوى من الثقة مقارنةً مع أبناء الطوائف الأخرى، وتبعه المستهلك السني، فالدرزي، والشيعي على التوالي.