مقتطفات صحفية

  ليلى كرامي: نمو الاقتصاد مرتبط بالأمن والخطاب السياسي 

 
 

كلام اقتصادي -

سلوى بعلبكي
20 تموز 2013

لأنها إبنة مدينة طرابلس وتعرف مدى حاجة عاصمة الشمال الى الانماء، ولأنها تريد ايصال صوت المرأة الى مراكز القرار، كان قرار رئيسة تجمع سيدات الاعمال ليلى كرامي الترشح الى الانتخابات النيابية. ولكن التمديد للمجلس أخر هدفها، ولأنها كما تقول إن، وبرأيها اسباب قرار التمديد واضحة "يخافون على صفقات الغاز والنفط، ويريدون افقار اللبنانيين أكثر حتى يشتروهم بأبخس الاسعار في الانتخابات المقبلة".

 كيف تقيمين الوضع الاقتصادي؟

سيئ جدا، وثمة عوامل عدة جعلته يزداد سوءا، لعل اهمها تشنج الخطاب السياسي، وتسييس الاقتصاد، والصفقات والسرقات من حساب الخزينة. يضاف الى هذه العوامل عامل مهم وهو القضاء على الموسم السياحي الذي يعتبر موردا مهما لرفد الاقتصاد بكل قطاعاته. فكل القطاعات الاقتصادية مرتبطة بعاملين اساسيين: "الامن" والخطاب السياسي.

 من المسؤول عن تردي الاوضاع الاقتصادية؟

أحب أن استشهد هنا بما قاله لنا رئيس الجمهورية ميشال سليمان لسيدات الاعمال في لقائه الاخير معهم، إذ اكد أن كل القطاعات مرتبطة بسياسة الاشخاص. وكشف لنا انه محاصر بسلطة سياسية لا تمكنه من اتخاذ قرارات مصيرية تتلاءم مع المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر في لبنان وتتناسب مع مصلحة الشعب اللبناني.

 ما المطلوب برأيك لاعادة الحياة الاقتصادية الى السكة؟

ثمة ضرورة لفصل السلطات، إذ من غير الممكن أن تكون السلطة التنفيذية والتشريعية هي التي تشرع وتنفذ بما يتلاءم مع مصالحها وليس بما يتناسب مع مصلحة الشعب. كذلك من الاهمية القضاء على الطائفية والمذهبية في التعيينات الى جانب اعتماد المراقبة والمحاسبة في كل الدوائر الرسمية، بمعنى ان يكون هناك سيف مصلت على رأس المرتشي وكل من يسيء الى اسم لبنان ومصلحة شعبه.

 هل مناخ الاعمال في لبنان ملائم لسيدات الاعمال؟

مناخ الاعمال في هذه الفترة يعادل الصفر. وقد أرسلنا كتابا الى رئيس الجمهورية نشكو له وضع سيدات الاعمال الذي اصبح تحت الخط الاحمر. فالمصارف قدمت قروضا للقطاعات الاقتصادية وشجعتها، ولكن منذ نحو أكثر من عام ليس هناك من مدخول.
 ما الهدف من تأسيس تجمع سيدات الاعمال؟
عندما أسست التجمع عام 1997 إذ لم يكن في حينه هيئة رسمية تمثل سيدات الاعمال. كنت السيدة الوحيدة التي تحضر منتديات رجال اعمال كانت تضم في بعض الاحيان نحو 400 رجل اعمال. كان هدفي الاول لمّ شمل سيدات الاعمال في هيئة اقتصادية.

كم يقدر عدد سيدات الاعمال في لبنان؟ وما هو عدد المنضويات الى التجمع؟

حاولت ان اجري دراسة عام 2000 عن عدد سيدات الاعمال وحجم اعمالهن في لبنان، ولكني واجهت 3 معوقات: أولها ان سيدات الاعمال لسن منتسبات الى الغرف، ثانيهما أن ثمة شركات مسجلة بإسم المرأة ولكنها في الواقع هي لزوجها الذي يعمل في القطاع العام ولا يمكنه تسجيل المؤسسة بإسمه، ثالثهما أن ثمة سيدات يعملن في مجال الحرف اليدوية في منازلهن وليس لديهن سجل تجاري. أما التجمع فيضم 52 سيدة اعمال من كل المناطق والطوائف.
 ولكن يبدو أن بعض السيدات لديهن ملاحظات استوجبت خروجهن من التجمع؟

بعض السيدات حاولن القيام بانقلاب على التجمع بتحريض من احد السياسيين. ولكن كوني انسانة عنيدة وصادقة، فشل الانقلاب. وأكثر فقد انقلب السحر على الساحر، واسقطنا عضويتهن في وزارة الداخلية. وهنا أوجه الشكر الى المدير العام السابق للداخلية عطالله غشام الذي اعطاني شهادة شفهية في يوم الاستقلال 2012 اعتز بها جدا، حيث قال لي أمام الجميع في القصر الجمهوري "ليلى حفرت الصخر بإصبعها ووصلت الى القمة".
 هل تخشين على التجمع من الانفراط في ظل هذه الظروف؟
لم يحصل ان توقفنا بسبب انفجار أو معركة أو حدث. إذ نعتبر أن الحياة الاقتصادية مستمرة، وعلينا أن نتابع مسيرتنا مهما حصل، بدليل أننا نحضر للمشاركة في معرض ومؤتمر في قطر مع رابطة سيدات اعمال قطر برئاسة الشيخة العنود آل ثاني، حيث سنعرض منتجات لبنانية من صنع سيدات اعمال لبنانيات.
اجتزنا مرحلة صعبة جدا، ووصلنا الى نهاية النفق الذي نتمنى ان نخرج منه سالمين قبل أن يقضي علينا وعلى لبنان.

 ما هي المشكلات التي تواجه المرأة في عالم الاعمال؟

أبرزها يكمن في التعامل مع المصارف التي ترفض ان تعطيها القروض الميسرة ما لم تحصل على موافقة زوجها وتوقيعه، اضافة الى الكفالة.

 لقد طرقت باب الانتخابات النيابية؟

ترشحت عن المقعد السني في دائرة طرابلس، لسببين: المرأة والانماء. اريد ان اوصل صوت المرأة اللبنانية الى موقع أخذ القرار كشريكة للرجل في كل القطاعات وكمربية للاجيال. أحزن عندما اسمع أو ارى نساء لبنان الرائدات يطالبن بحقوقهن من الرجل. أما بالنسبة الى الانماء فإن هدفي هو اعادة وضع طرابلس ضمن الخريطة اقتصاديا وتربويا وانمائيا واعلاميا. ومشروعي يتمثل بفتح مركز حرفي لتعليم الاولاد الذين تسربوا من المدارس وليس لديهم القدرة المادية أو الفكرية ليتعلموا مهنة حرفية، ومساعدتهم في ايجاد فرص عمل توفر لهم لقمة عيش وتحميهم من الانجراف والانحراف وراء تيارات مشبوهة ومسلحة.

[email protected]