مقتطفات صحفية

 شقير: هذه هي المتطلبات الاقتصادية للنهوض بالمرحلة القادمة  

 
 

السبت 13 نيسان 2013،   آخر تحديث 12:56 كوثر حنبوري 

"نحن بحاجة الى حكومة تكون أولوياتها الوضع الأقتصادي:حكومة تعطي الثقة للمستثمر وتحافظ على ثروة لبنان البشرية والنفطية".
بهذه الكلمات لخص رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير -  المتطلبات الاقتصادية للمرحلة القادمة في حديث خاص أدلى به  للنشرة الاقتصادية لاسشراف المرحلة المقبلة بعد استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وقبل تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام  فشرح شقير خلال اللقاء خطة القطاع الخاص للنهوض بالبلد وموقف الهيئات الاقتصادية من آخر المستجدات والملفات عارضا  مطالبها من الحكومة الجديدة  وشدد على ضرورة تشكيلها بسرعة بغية انقاذ الموسم السياحي القادم خصوصا "لأن اقتصادنا مبني على اهل الخليج شاء من شاء وأبى من أبى" على حد قوله ورأى انه اذا تشكلت حكومة تمثل الشعب اللبناني كله سينعكس ذلك ايجابا على الحركة السياحية مؤكدا على ان ألأولوية اليوم هي  ان نعيد العرب وأهل الخليج الى لبنان:

وبدأ الحوار مع شقير بالسؤال:

أولا نريد ان نتحدّث معك عن آفاق المرحلة الجديدة للإقتصاد، كيف تجد المرحلة الإقتصادية الجديدة وهل هي مطمئنة برأيك؟

الوضع في هذين الأسبوعين السابقين، كان حدث إستقالة الحكومة  الذي سبب راحة الشارع اللبناني،حيث نفس الإحتقان الذي كان موجودا في الشارع، وشهدنا في هذين الأسبوعين من ناحية الأرقام تحسن حركة الفنادق في بيروت حيث ارتفعت الارقام من 30 او 35% الى حوالي 70%، وامس وصلتني معلومات من اكبر الفنادق اللبنانية ان في هذه النسبة مرشحة للارتفاع اليوم الى 90%.
وهذا امر لم نشهده في الواقع  منذ سنتين،مما  يبرهن على  ان الإستقرار في لبنان هو الاساس وإذا ما  وجد لن يكون هناك صعوبة في إعادة تحسن الإقتصاد وتسيير العجلة الإقتصادية من جديد.
انا اسمع انه هناك فريق يطلب حكومة إنتخابات، ولكن نحن بحاجة الى حكومة يجب ان تكون اولوياتها الوضع الإقتصادي والإجتماعي، فنحن عانينا كثيرا ووضعنا خطير، وصعب لذلك يجب على الحكومة القادمة وضع الملف الإقتصادي من اولوياتها.

*يعني كما فهمت منك هناك بوادر للتحسن؟

نعم في هذين الاسبوعين هناك بوادر للتحسن، لكن هذا لا يكفي، ما حصل في هذين الاسبوعين هو ان نفسية الناس تحسنت قليلا واصبحنا نرى ضحكة الناس من جديد بعد ان فقدناها لفترة طويلة،.
*نريد ان نوصّف قليلا واقع البلد حاليا، في ظل الاعياد وكيف كانت الاجواء، قبل ان نتحدث في المرحلة التالية؟.
ارجو ان تسمحي لي لانني لا اريد التحدث عن المرحلة الماضية، لاني إتخذت قرار بأن السنتين الماضيتين كاننتا  من أسوا ما مرّ بتاريخ لبنان من الناحية السياسية والأمنية والإقتصادية والتاريخ سيكتب عن ذلك ولكن بعدما استقالت الحكومة لا اريد ان اتكلم عنها، كل ما استطيع ان اقوله هو (تنذكر وما تنعاد) هذه الأيام السوداء التي مرّت على لبنان في هاتين السنتين امنيا وإقتصاديا وسياسيا.

 
*ما هي المتطلبات الاقتصادية  للنهوض بالمرحلة المقبلة؟

هناك ملفات مهمة جدا ولكن اذا اردنا ان نتحدّث عن الاولويات، فنحن بحاجة الى حكومة تعطي الثقة الى المستثمر، هذا اهم شيء، فنحن بحاجة الى زيادة النمو واستقطاب شركات واستثمارات اجنبية ، لذلك يجب الحكومة ان تعطي الثقة اولا للمستثمر اللبناني وثانيا للبناني المغترب وثالثا للخليجي والعربي والاجنبي. فإذا جاءت هذه الحكومة يمكننا بعدها وضع برنامج كبير لتصليح وإستعادة ما خسرناه، والثقة تاتي ايضا من خلال الإستقرار الامني والإستقرار السياسي، وايضا نحن بحاجة الى ثقة بإستقرار ضريبي،كي  لا يأتي المستثمر الى بلد يعرف أن حكومته تضع ضريبة إضافية كلما كانت بحاجة الى تأمين سيولة او مدخول إضافي، فنحن من ضمن انتقاداتنا في الماضي، هو انه لا يجوز ان نسمع بان هناك مثلا  52 تعديل ضريبي جديد،خصوصا اننا نرى ان  العالم كله يسهّل الامور ويخفّض الضرائب لاستقطاب المستثمرين ،فيما نحن عوضا عن ذلك نقوم بتخويف المستثمرين من خلال 52 تعديل ضريبي جديد.

*الكل يتحدث الان عن حكومة لإدارة الإنتخابات ، بينما يتراجع الإقتصاد، فما هي مطالبكم من الحكومة؟

الملف الإقتصادي يجب ان يكون من اولوياتها، لان السرقة والجريمة التي نراها تحدث في لبنان هذه الفترة سببها البطالة وضيق الحال عند الناس.
وانا برأيي ان  ما كان يجري سابقا كان مقصودا للدفع بالشعب الى الوصول لتلك المرحلة، ولا نريد ان نتحدث عن الماضي، لكننا نتامل خيرا بالحكومة الجديدة، ونتامل ان تعطي الثقة للمستثمرين وتعيدهم الى لبنان من جديد، ونقوي حركة القطاع الخاص من جديد.

 
*هناك قوانين تنتظرونها كقطاع خاص مثل قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص وقانون تشجيع الاستثمارات وغيرها هل تعتقد ان الحكومة التي ستتشكل سيكون امامها الفرصة والوقت للبت في هذه القوانين؟


انا لا اعرف اذا الحكومة الجديدة ستستطيع ان تسن قوانين الشراكة ما بين القطاع العام والقطاع الخاص  أنا برأيي ان اهم شيء يجب ان تفعله هذه الحكومة هو الحفاظ على ثروات لبنان التي تتالف من ثروتين، الثروة البشرية الموجودة خارج لبنان يجب المحافظة عليها وحمايتها، لأنه في الاشهر الماضية كما راينا كان هناك مخطط لضرب هذه الثروة ، والثروة الثانية هي ثروة لبنان النفطية التي يجب حمايتها  ولكن إذا اكملت الحكومة السير في نفس الطريقة الماضية،بمعنى ان  تخيط الامور على قياسات خاصة، فلبنان لن يكون قادرا على الاستفادة من هذه الثروة.

 
اما فيما يتعلق بقوانين تشجيع الاستثمار وقانون الشراكة الـ ppp   وقوانين اخرى كثيرة مثل سلامة الغذاء الذي نحن بحاجة له، كما ان هناك الكثير من القوانين التي تحسّن وتعجّل وتساعد في النمو، واهم شيء هو موضوع البنية التحتية كالإتصالات والكهرباء لانها مواضيع مهمة.

ونحن كهيئات إقتصادية سنقف بجانب الحكومة وندعمها اذا كان الملف الإقتصادي من اولوياتها، ونحن لم نعارض الحكومة السابقة بأي موضوع سياسي، بل كنا دائما نحذر من الموضوع الإقتصادي، ولعل التوصية الاهم للحكومة الجديدة عدم الحديث عن موضوع سلسلة الرتب والرواتب التي انا اعتبرها غلطة لن ينساها التاريخ، خصوصا ان رئيس الحكومة اقرها وفي اليوم التالي استقال.
وبهذه الطريقة اخذ رئيس الحكومة السابق البلد الى مجهول ومن ثم انسحب، وهذا غير منطقي.

 شقير:الأولوية اليوم ان نعيد العرب وأهل الخليج الى لبنان

*بالنسبة للعلاقة مع دول الخليج، أنت قمت بجهد في هذا المجال... هل هناك حل او بوادر خير بالنسبة للسياح الخليجيين؟

نعم، صراحة في هذين الاسبوعين لاحظنا عودة بعض السعوديين، وأنا أعتقد انه اذا تألفت حكومة تمثّل الشعب اللبناني كله، فهذا سينعكس على  الحركة السياحية، وسيكون موسم الصيف جيّدا، وانا اطالب بتشكيل الحكومة بأسرع وقت لإنقاذ هذا الموسم.خصوصا انه بالنسبة لنا فان موسم الصيف يشكل من 40 الى 50% من الناتج المحلي، وذلك لان موسم الصيف طويل فهو يبدا من 15/6 الى 15/9
وهذه الصيفية اذا اتت بطريقة سيّئة ستترك وراءها كوارث إقتصادية لان الناس لم تعد تستطع التحمل.
*كان البعض يقول ان غياب السياح الخليجيين عن لبنان هو لاسباب سياسية، ما رايك بهذا الموضوع؟
تعددت الاسباب والموت واحد، فمهما كانت الاسباب سياسية او امنية او غيرها نحن إقتصادنا مبني على اهل الخليج شاء من شاء وابى من ابى. فاليوم السياحة والتصدير والغستثمارات في لبنان كلها مبنية على اهل الخليج.

*بالنسبة لمشاكل التصدير بعد إقفال الحدود البرية فهناك الكثير من الصادرات الزراعية التي تاثرت خصوصا بعدم كفاية التصدير عن طريق الخطوط البحرية...

الخطوط البحرية برأيي كافية،فقط  لو كان هناك حكومة تستطيع ان تسمع، انا عقدت إجتماعا في الغرفة منذ اكثر من سنة ونصف وجمعنا الوزراء والشركات، وكانت غرفة بيروت هي اول من فتحت هذا الملف ودعت كل المؤسسات وطالبنا واصرينا على الشركات وساهمنا بزيادة الخطوط البحرية، فكان في الماضي مثلا باخرة واحدة في الاسبوع تذهب الى جدّة بينما الان اصبحت تذهب باخرة كل يومين. ولكن المشكلة الكبيرة كانت للزراعة، وطالبنا الحكومة وقلنا ان ان الهدر الموجود هو كبير جدا فلماذا لا تقومون بإنشاء صندوق من 30 مليون دولار او 10 مليون دولار على الاقل لدعم كل مزارع بـ 300 دولار فقط، ولكن لم يكن هناك اي تجاوب من قبل الحكومة، والمشكلة الكبيرة الان هي فقط في الزراعة لا غير.


*منذ يومين صرحت انت بانكم انتم كقطاع خاص قادرين ان تنهضوا بالبلد، فهل لديكم خطة معينة؟


القطاع الخاص هو من نهض بالبلد منذ عام 69 حتى الأن، وفي الفترة الاخيرة كان هناك حرب على القطاع الخاص، وأصبح كل شخص يملك مؤسسة خاصة ناجحة في لبنان مهدد، فكانت اخر فترة هي عبارة عن حفلة من الجنون في لبنان .اما اليوم فنتأمل ان تكون الامور مع الحكومة الجديدة جيّدة .


*في المرحلة المقبلة هل لديكم انتم كهيئات إقتصادية خطة ما؟


نحن اعددنا برنامجا كهيئات اقتصادية وقدمناها للحكومة المستقيلة، وهذا البرنامج ليس فقط للحكومة التي استقالت، بل هو برنامج يجب السير به مع اي حكومة اخرى، فلدينا الكثير من الامور التي يجب ان نقوم بها، ولكن الان الاولوية هي في ان نعيد بكل صراحة العرب واهل الخليج الى لبنان، وأي شخص يقول غير ذلك انا اخالفه الرأي.
اما بالنسبة لحديث القوانين وموضوع تشجيع الإستثمارات، والضمان الإجتماعي تاتي فيما بعد.

 *ختاما بالنسبة للمواد الفاسدة هل انتهت من السوق؟


لم ينتهي شيء، في الشهور الثلاثة الماضية  التي مرّت نظف السوق قليلا لكن انا اعتقد ان موجة الاغذية الفاسدة ستعود، ولكن يبدوا أن الله اعطى للشعب اللبناني مناعة رغم كل السموم التي يطعمونها له.