مقتطفات صحفية

 اقتصاد اسرائيل «الدولة» وحولها.. ملحقات ! (1) 

 
 

- الديار -

بعد أن ألف بنيامين نتنياهو يؤلف حكومة «وفاق» تضم اليمينيين والوسط والدينيين، وشرب شيمون بيريز نخب الحكومة الجديدة التي تضع في أولوياتها الاقتصاد والأمن في آخر اللائحة، باتت مطمئنة الى انشغال البلدان العربية المجاورة بحروبها وخلافاتها الداخلية، حيث يتدمر الاقتصاد وتنهار الحياة العامة في كل من سوريا والعراق ومصر (وربما لبنان والأردن) وصولا الى انهيارات لا تسلم منها تونس وليبيا.
وباختصار يصل الناتج المحلي الاجمالي في اسرائيل الى ما يوازي تقريباً مجموع الدول المجاورة لاسرائيل مجتمعة، وفي خطة يجري الاعداد لها حتى قبل «الربيع العربي» موجزها: اسرائيل دولة صناعية قوية وجيش عرمرم، وحولها «أرياف» عربية متخلفة وجيوش عربية تنهار أو تتبعثر أو تنشغل على وقع الصراعات الأمنية والسياسية الداخلية.
ففي سوريا ليس هناك من ضوء في آخر النفق.
وفي العراق عودة الصراع المذهبي بقوة وفي وقت يهدد الحكم الذاتي الكردي بالانفصال.
وفي مصر نظام ديني يواجه قوى تغييرية مدنية، وفي الأردن ولبنان تجاذبات أمنية وسياسية تهدد الوحدة الداخلية.
وصولا الى ليبيا التي لديها الآن مئات الميليشيات المستقلة بعضها عن بعض بما تعجز أمامه الدولة المركزية حتى بعد سنوات طوال.
فيما تبقى اسرائيل تحيط نفسها بحزام الأمان وسط خلافات باتت عضوية بين الفصائل الفلسطينية، وأمام سقوط آخر بقايا المنظومة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية العربية.
فأي اقتصاد وأي أمن وأي اقتصاد لشعوب عربية باتت مهددة بان تذهب قوميتها الى نادي الشعوب التي أفل نجمها في التاريخ لينضم فيها العرب الى شعوب تاريخية قديمة من الأشوريين والبابليين والآراميين، ولتقوم فوق أنقاض العرب دول مستجدة في شرق أوسط جديد هو عبارة عن قبائل وعشائر وطوائف ومذاهب مبعثرة تتحول الى دويلات متحاربة والى عدد غير منظور من الجزئيات. فيما اسرائيل تؤلف حكومة من كل القوى المتصارعة ومن 22 وزيرا يضمون أحزاب الليكود، و«هنا مستقبل» و«البيت اليهودي» و«الحركة» واسرائيل بيتنا تتحول الاعراق والأصول المتنافرة وحتى اللغات المتنوعة الى «وفاق» تتحصن به ضد اختلافاتها وخلافاتها ولتحدد أولوياتها، حيث لم تعد قضايا الانسحابات والعودة والدولة المستقلة الموضوع الرئيسي الذي ينشغل به العرب، فقد استطاعت اسرائيل ان تشغلهم باتهامات ضدهم بشأن الارهاب والتطرف الديني، حتى بات هم العرب الأول الانشغال الكلي باجتراح الوسائل المناسبة للدفاع عن انفسهم ضد هذه التهم وهذا فيما المستوطنات تتوالى وتتسع ولدرجة انه لم يكن في برنامج حكومة نتنياهو الجديدة أولويات مثل أمن اسرائيل الداخلي في وجه المقاومة الفلسطينية ولا المخاطر العربية على حدودها، وانما العنوان الرئيسي هو المستوطنات والبنية الاستمرار بها وتوسيعها بحيث تشمل المزيد من كل ارض فلسطين.. وربما أكثر!
ذوالفقار قبيسي