مواقف صادرة عن الأتحاد

 كلمة الأمين العام في الأول من أيار - النبطية 

 
5/3/2015

السيد سعد الدين حميدي صقر – النبطية – مركز كامل جابر الثقافي
حفل عيد العمال 2015

- معالي الوزير الصديق الأستاذ ياسين جابر .
- الأخ العزيز الأستاذ علي حمدان رئيس المكتب العمالي في حركة أمل .
- الأصدقاء والزملاء النقابيون والعمال .
- السيدات والسادة .

ليس جديداً على المكتب العمالي في حركة أمل إحياء ذكرى هذا العيد العزيز على عمال لبنان والعرب والعالم ، بل على قلوب كل الأحرار ورافضي الظلم والساعين إلى العدالة الإجتماعية ووضع حد لإستغلال الإنسان لأخيه الإنسان . ليس فقط في مدينة النبطية إحدى أهم مراكز إنطلاق المقاومة الوطنية الباسلة ضد الإحتلال الإسرائيلي في المناطق اللبنانية المختلفة .

كما ليس جديداً على مركز جابر الثقافي ، هذا الصرح الذي بات إحدى منارات الجنوب المشعة التي تحتضن مختلف الأنشطة  والتي ترعى مختلف الأعمال الثقافية والفنية والإجتماعية أن يكون إحدى مقرات الإحتفال بيوم الأول من أيار عيداً للعمال العالمي .

وأولاً وأساساً ليس غريباً على أبناء إمام المقاومة ، إمام المحرومين المغيب السيد موسى الصدر أعاده الله ورفاقه سالمين. ولا على هذه المدينة العريقة بمناضليها وعمالها ونقابييها وأساتذتها ومعلميها واحرارها جميعاً أن تكون مركزاً لهذا اللقاء . نحيي بوجه خاص دولة الرئيس نبيه بري رئيس حركة أمل ودوره الرائد ليس في الحياة السياسية فحسب بل في حركة إعمار وإستنهاض هذه المنطقة التي تجسد كرامة الوطن .

السيدات والسادة الأعزاء ،

نحتفل اليوم بذكرى الأول من أيار – عيد العمال العالمي – هذا اليوم الذي تكرس قبل مائة وثلاثون عاماً مضت عيداً للعمال ، وإحياء لذكرى العمال والنقابيين الذين سقطوا في يوم الأول من أيار من العام 1886 وجرى إعدام أربعة من قاداتهم النقابيين بعد صدام مفتعل من الشرطة في حي " هاين ماركت" في مدينة شيكاغو الأميركية وذلك بعد مطالبتهم بيوم عمل من ثماني ساعات حيث كان يوم العمل في حينه يمتد لإثني عشرة ساعة أي من " الفجر إلى النجر" كما يقال .

قيل

أقول ذلك بداية لأن هناك في الحكومة ولدى بعض الجهات السياسية من يحلو له التمسك بتسمية هذا اليوم " عيدالعمل" مع مافي ذلك من مجافاة للوقائع والتاريخ ومحاولة لمصادرة دم الشهداء وعذابات وسجون ودموع عاناها العمال وتنظيماتهم النقابية لعشرات السنين ولازالوا لكنه ما من أحمد يستطيع أن يلوي عنق التاريخ بمواقف إيديولوجية ورغبات فئوية ضيقة .

الأخوات والأخوة الأعزاء ،

نحتفل معاً بهذا اليوم المجيد وفي إعتقادنا أننا أمام خطرين أحدهما خارجي والآخر داخلي :

أما الخطر الخارجي ، الذي هو جزء من الزلازل التي تجتاح العالم العربي وتمثل قوى الإرهاب الموغلة بالتخلف تدمير مجتمعاتنا بإسم الدين فقد إستطعنا درء أخطارها بفضل الحد الأدنى من الوحدة الوطنية التي إكتسبناها بعد حروب داخلية مريرة ، وبفضل وعي كبار قياداتنا السياسية وإصرارها على منع النار من الإمتداد إلى داخل مجتمعنا رغم المساعي الحثيثة من أعداء الوطن . وكلنا أمل في أن يستمر هذا الوعي وتلك الوحدة وقدرة جيشنا الوطني ومقاومتنا الوطنية من منع الفتنة وإنفجارها .

أما الخطر الداخلي فذاك الناجم عن إهتراء بنية النظام السياسي والإقتصادي وهشاشتهما وما أديا إليه من إنتاج أزمات إجتماعية يصعب تعداد عناصرهها وتوصيف مخاطرها .

فالبلاد بلا رئيس جمهورية منذ ما يقارب العام الكامل والمجلس النيابي في حالة شلل نتيجة إنقسامات بين زعامات وقوى سياسية لأسباب لا علاقة لها بمصالح الناس بقدر علاقتها بتعزيز النفوذ السياسي والطائفي والمذهبي. والحكومة حكومات والوزراء رؤوساء والإدارة العامة ينخرها الفساد وأجهزة الرقابة غائبة أو مغيبة.

أما في الإقتصاد والإجتماع فتعمل من خارج دائرة العدالة الإجتماعية التي باتت روح العصر . ومنذ العام 1996 والحكومات وبتغطية من المجالس النيابية المتعاقبة تلجأ إلى سياسات توظيف بالتعاقد والمياومة والساعة وغب الطلب ...... خلافاً للقانون . والحكومة وأصحاب العمل وبعد خمسة عشر عاماً من وقف تصحيح الأجور إتفقنا معهم على تصحيح دوري للأجور قبل ثلاث سنوات وتراجعوا عن الإتفاق المكتوب والمعلن . والحكومة ومعها المجلس النيابي لايزالان يماطلان بسلسلة الرتب والرواتب للموظفين والعسكريين والمعلمين دون وجه حق ، ويحاولون تحميلها للفقراء تاركين الإحتكارات على هواها ونهبها للبلاد والعباد . والحكومة ومعها المجلس النبيابي

تقران قانونأ جائراً وتهجيريا للإيجارات السكنية لا ينصف المالك القديم الفقير ولا المستأجر المهدد بالخروج إلى العراء . والحكومة تضع قانوناً للسير قبل تأمين الحد الأدنى من خطة سير وطنية حديثة وواضحة فتضع بذلك العربة أمام الحصان وكأنما تقول للناس أنها بحجة حماية حياتهم تريد واردات جديدة للخزينة ؟؟؟؟ .


قيل

والحكومة ومعها مجالسنا النيابية خارج أي خطة تعليم وطنية تحمي وتعزز المدرسة الرسمية والجامعة الوطنية وخارج التفكير بسياسة صحية ورعاية إجتماعية تاركة المستشفيات الحكومية التي هي الموئل الأخر للفقراء الذين تبلغ نسبة من هم خارج أي رعاية صحية منهم في لبنان أكثر من 55 % ، وتتحكم بمصائرهم المستشفيات الخاصة. وبينما تضمر تقديمات الصندوق الوطني الإجتماعي ويكاد يفرغ من محتوى أسباب وجوده تنمو شركات التأمين ويزدهر . ينطبق ذلك على سياسة النقل وخطته والسياسة البترولية الوطنية والإستفادة من نعمة نفطية وغازية في بحرنا وربما في برنا نكاد نضيعها بخلافاتنا ومصالحنا الضيقة والفئوية والمحاصصة الطائفية التي لا تفيد سوى المتاجرين فيها وحدهم .

الأخوات والأخوة الأعزاء ،

إنه غيض من فيض ، تعرفون وتعيشون كل يوم أسبابه ونتائجه .

وإذا كان تشخيص المرض عند الأطباء هو نصف العلاج فإن العلاج الحقيقي يكمن في وحدة عمال لبنان ، وفي وحدة التغيير الحقيقي من أبنائه ، وفي وحدة وتعاون جميع المتضررين من هذه السياسات المدمرة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ً.

في الأول من أيار وفي هذا الجنوب الحبيب ومن هذه المدينة الأبية وهذا المنبر الحر نقول أن هذا العيد ليس للعمال وحدهم فهو أيضا عيد للمقاومة الوطنية وأبطالها وشهدائها هو عيد للجيش اللبناني وشهدائه وأسراه فالعمال ملح الأرض والمقاومون والجنود والشهداء هم في غالبييتهم إذا لم يكن كلهم إما عمالا وفلاحين وموظفين أو من أبنائهم وأحفادهم والتحرير والتحرر الإجتماعي وحدة لاتتجزأ .

عشتم وعاش الأول من أيار عيد العمال العالمي وعاش لبنان .

                         سعد الدين حميدي صقر